بدأت تتعالى أصوات ناشطين وحقوقيون وسياسيون للمطالبة بإخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء، عقب الانفجارات الهائلة التي حدثت ظهر أمس الخميس في معسكر الفرقة الأولى مدرع شمال العاصمة. والتي راح ضحيتها قرابة 20 شخصا بينهم مدنيون. وكانت أول ردود الفعل تصريحات لأمين العاصمة عبد القادر هلال الذي كان يشارك مع وزير التربية والتعليم في تكريم طلاب وتربويين في حي الحصبة المجاور لمعسكر الفرقة، أثناء الانفجارات. تكتل أحزاب المشترك وفي بيان له طالب هو الآخر بإخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء، وربما كان بيان المشترك الذي كتب على عجل لتداري فضيحة تصريحات القيادي في تجمع الإصلاح محمد قحطان، الذي بدل من أن يضم صوته إلى أمين العاصمة، دافع عن اللواء محسن وقال إنه أول من طلب إخراج المعسكرات خارج العاصمة قبل أشهر، في حين لا يزال حرم جامعة صنعاء ثكنة عسكرية لفرقته، رغم التظاهرات والاحتجاجات لطلاب الجامعة منذ قرابة الشهر. وحتى لا يقع في الحرج نفسه، بادرت مواقع مقربة من أحمد صالح قائد الحرس الجمهوري، إلى نشر خبر يؤيد فيه نجل صالح نقل المعسكرات خارج العاصمة. ويتمركز في العاصمة صنعاء التي يقطنها والضواحي المحيطة بها أكثر من مليون نسمة من البشر حوالي 19 معسكرا تتبع المؤسسة العسكرية والأمنية، بما تحويه من مخازن مختلف الأسلحة.. والأنكى من ذلك أن عددا منها تقع في أحياء مكتظة بالسكان، كمعسكر الفرقة شمال العاصمة الذي تحيط به مباني كثيفة من جميع الجهات، ومثله معسكر الحرس الجمهوري جنوب العاصمة. وتنتشر المعسكرات في طول وعرض العاصمة، على حساب الحدائق والمتنزهات التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد، والتي يبسط عليها النافذين ومافيا الأراضي على مرأى ومسمع من قادة هذه المعسكرات. اللجنة العسكرية بدورها اعتبرت بقاء المعسكرات في العاصمة لا ضرورة له، في حين رأت أن مواقعها الحقيقية خارج العاصمة، وجاءت تصريحات وبيانات المسئولين ربما لامتصاص الغضب الشعبي العارم عقب تفجيرات الفرقة أمس، لكن يبقى التنفيذ هو المحك الحقيقي. وصار اليوم إخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء مطلبا ملحا، خاصة مع الصراع المحموم بين العسكر المتصارعين على السلطة، والذين قسموا العاصمة إلى معسكرين شمالي وجنوبي، وبينهما ينتشر السلاح بمختلف أنواعه، فضلا عن المئات من عناصر المليشيات المسلحة المحسوبين على مشائخ القبائل والنافذين. فهل سينتصر أمين العاصمة والمجلس المحلي للأمانة، ويتمكنوا من اخراج العسكر ورشاشتهم ومعهم مليشيات المشائخ خارج العاصمة.. أم أن التصريحات والحملات الاعلامية لا تغدوا عن كونها مجرد امتصاص لغضب الشارع، كما فعلها اللواء محسن حين طالب بإخراج المعسكرات 2000 كليو خارج العاصمة، والمسافة تلك تصل إلى مدينة إب، في استغفال واضح للرأي العام..