أعاد انفجار مستودع للذخائر في معسكر الفرقة الأولى مدرع في صنعاء الجدل والمطالبات بإخراج معسكرات الجيش من المدن اليمنية. وقعت الانفجارات في المستودع الواقع بمقر قيادة الفرقة الأولى مدرع شمال ساحة التغيير. وتطايرت صواريخ وقذائف إلى الأحياء المجاورة، لكن لم يبلغ عن سقوط ضحايا من المدنيين. وقالت وزارة الدفاع إن الحادث عرضي، مضيفة أن لجنة برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان تحقق في الحادثة. وفور وقوع الحادث، طالب أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار أوامر حازمة لإخراج معسكرات الجيش التي تتمركز بين الأحياء السكنية إلى خارج العاصمة صنعاء كونها تشكل خطراً كبيراً على حياة السكان. وظهر هلال في تصريحات على تلفزيون اليمن الحكومي وهو يحمل شظية كبيرة من صاروخ، وقال إنه كان في مدرسة النهضة في الحي المجاور لمكان الانفجار. وقال هلال إن المجلس المحلي لأمانة العاصمة سيطالب بشكل رسمي بإخراج تلك المعسكرات دون استثناء أو تفريق وتحويل مساحات تواجدها إلى مصالح عامة من منتزهات وحدائق ومدارس ومستشفيات ومباني حكومية وخدمية. وتحتل معسكرات الجيش مساحات واسعة في صنعاء، فإلى جانب معسكر الفرقة، هناك معسكرات للحرس الجمهوري والأمن المركزي منتشرة على العاصمة. وتعيد مطالبات إخراج المعسكرات من المدن إلى الذاكرة اقتراحات قدمها الحزب الاشتراكي اليمني ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض بعد الوحدة اليمنية عام 1990 لكن لم يتم الاستجابة لها. كما أصدر قاضٍ في محافظة حضرموت حكماً بإخراج المعسكرات من المدن على خلفية قضية اعتداء جنود على مدنيين، لكن لم يتم تنفيذ هذا الحكم، بل وتم التنكيل بهذا القاضي. وأثارت مطالبات عبدالقادر هلال بإخراج المعسكرات ردود فعل، وقال القيادي في الإصلاح محمد قحطان إن إخراج المعسكرات من العاصمة «مطلب وطني»، مضيفاً أنه «سبق وطالب به اللواء علي محسن مراراً ورفضته العائلة» في إشارة إلى القادة العسكريين الذين ينتمون إلى عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكان اللواء علي محسن الذي انضم للثورة ضد صالح قد طالب في أكتوبر العام الماضي بإخراج قوات الجيش إلى خارج العاصمة والمدن الرئيسية بما لا يقل عن مائتي كيلو متر. وأظهرت الأزمة السياسية الحادة التي ظهرت العام الماضي نوعاً من تكافؤ القوة الحذر بين القوات العسكرية المؤيدة للثورة الشعبية والأخرى المؤيدة لصالح، بعد الانقسام الذي حدث في الجيش. ويحاول الرئيس عبدربه منصور هادي إعادة توحيد القوات المسلحة التي لا يزال أقارب لصالح يسيطرون على قطاعات منها. ويعمل هادي على إنجاح عملية إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية بحسبما نص عليه اتفاق نقل السلطة.
الصورة للمعسكرات في العاصمة صنعاء (إضغط لتكبير الصورة)