نجاح الحوار يفسح الباب واسعاً لبناء الدولة الجديدة، الضامنة لإخراج البلاد والعباد من احتقانات الماضي والحاضر ، ومن المؤكد أن الحوار الوطني لن يسير كما يحلم المتفائلون ، لكنه سينجح حتماً إذا تمت الإجراءات السابقة خلال الأسابيع والأيام القادمة ، وتكتسب هذه التدابير والإجراءات قيمة كبرى إذا ما ترادفت مع نظرة استثنائية لمشكلتي الجنوب وصعدة ، وعلى أن تكون تلك النظرة مشمولة بإجراءات ملموسة تعيد الاعتبار للمظلومين وتشعر المواطنين هناك بأن الدولة جادة في ترميم جروح الماضي ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، ومنح الذمة المالية والإدارية الشاملة للسلطات الشرعية المحلية ، ما يؤدي إلى شعور المواطنين بالثقة في جدية الدولة لمناجزة التراكمات السلبية . بمثل هذه المقدمات يضمن الحوار الوطني منصة متينة لانطلاقة مظفرة ، وبدونها يصبح عسيراً قابلاً للفشل لا سمح الله . وبعودة للعنوان الأصلي للمقال ، واستناداً إلى الخطوط العامة للمقاربة أعلاه، أقول إن موجة الربيع العربي في نسختها اليمانية تنذر بموجة ارتدادية عاتية إذا استمر اللجاج الكلامي والتناقضات غير الحميدة، وإعادة سياسات الاستقطاب، وعدم الشروع في متوالية القرارات الرئاسية والإجراءات الجوهرية التي تقوم عملياً بتفكيك تلك البنية الكئيبة للدولة القروسطية التي ادعت أنها دولة جمهورية عصرية دون شاهد واقعي على ذلك. هذا أمر ينطبق على كامل الجمهوريات الأتوقراطية العربية دون استثناء. الاستحقاق المباشر أمام اليمن قد يفضي إلى مرحلة جديدة ، وقد يفتح الباب لتوافق التوافق القائم على مبدأ الحلول البديلة التي تناور على مرئيات المبادرة دون التخلي عنها ، وقد تؤدي إلى ارتداد زلزالي يعيدنا إلى مربع الربيع العربي في شكله اليماني. في قوانين التاريخ الموضوعية لامكان للتوقعات البرهانية، فللتاريخ دهاء ومكر يعصف بالأماني والتوقعات ، وهذا مارأيناه في الطور الأول للربيع العربي ، وقد نجد تتمته الحزينة إذا أخفقت الأنظمة الجديدة في ترجمة آمال المواطنين المحاصرين بالفقر والحيرة والإحباط. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=455088591196888&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater