إذا أردنا حقاً ان نجعل من مشروع التغيير برنامجاً ثورياً قادراً على اجتذاب الجماهير والاستحواذ على عقولهم واهتمامهم فعلينا, فضلاً عن حقيقة وعمق وصدق تحليل الأوضاع الراهنة ووضع المعالجات الجادة بشأنها، أولاً أن نبدأ بتغيير الجو الروحي .. وبعث الروح الثورية الحية لدى أفراد الشعب . ويكفي للتدليل هنا قول أحد المفكرين: “المهم أمر واحد فقط: كسر قوة الجمود المهلكة، وإخراج الشعب والمجتمع لدقيقة واحدة من حالة الركود والجمود وإثارة حماس شديد يحمل الحكومة والشعب على القيام بإعادة تنظيم داخلية من شأنها أن تحرك الوسط الشعبي الهادئ، وتستثير اهتمام الشعب بأسره وحماس الشعب كله نحو قضية إجراء إعادة تنظيم كاملة للمجتمع وعندها ستظهر النتائج من تلقاء نفسها، أي بالتحديد تلك النتائج الممكنة والمرغوب فيها والقابلة للتحقق بالنسبة للمرحلة الراهنة”. ولكن قد نتساءل بشيء من الحيرة: وماذا بعد ؟! بل وكيف يمكن ترجمة روح ومبادئ وقيم ثورة التغيير ..؟ هل بالحفاظ على الطرائق التقليدية, والتقاليد الصدئة التي نشأت في ظلها البيروقراطية وانعدام الرقابة والرشوة والفساد ..الخ؟! أم بالعودة الى مبادئ الثورة اليمنية التي تشكل جوهرها العدالة الاجتماعية والديمقراطية واحترام كرامة المواطن، وتشمل بأبعادها مشروعات وطنية خلاقة لبناء الشخصية اليمنية وتأسيس دولة النظام والقانون وبناء المجتمع اليمني الجديد ..؟! لقد حان الوقت لإعادة النظر بتمعن في ماضينا وحاضرنا بطريقة انتقادية علمية متحررة، لكي نستخلص دروساً قاسية، ولكنها ملهمة، نستفيد منها حاضراً ومستقبلاً. وفي نفس الوقت نتسلح بالموقف النقدي العلمي الثوري من كل الظواهر السلبية سواء في الفرد أو المجتمع أو النظام الوطني. ونقصد بذلك الموقف المتحرر من غشاوة التبجيل للمفاهيم والتقاليد الجامدة، ونزع الهالات من الأفكار والمفاهيم المتحجرة وإحلال محلها الروح الخلاقة والواقعية والموضوعية. (يتبع) [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=459906657381748&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater