اقرأوا هداكم الله روى الكاتب المسرحي النرويجي المشهور “ابسن” أنه كان في زيارة لروما عاصمة إيطاليا فلحظ حشداً من الناس يقف أمام ملصق إعلاني كبير، وكان “ابسن” نسي نظارته في الفندق، فمال إلى شخص يحدق باهتمام في الإعلان، وقال له: من فضلك أخبرني عن مضمون هذا الإعلان لأنني لم أتبينه، فأجابه الإيطالي : آسف، لا أعرف كيف أقرأ هذا ..!!. ربما يكون ذلك الإيطالي أمياً، أو لا يجيد القراءة، وهو معذور، ولكن أن يقف محدقاً في اللوحة متصنعاً القراءة، فإن هذا ما يذكرني ببعض المسئولين الذين يروق لهم التحديق في الصحف المصفوفة على طاولات مكاتبهم من دون أن يقرأوا حرفاً منها، حتى الصحف التي على مقربة ذراع منهم، وهذه مصيبة. وأتذكر أنني كنت قبل أمد قصير، في زيارة لواحد من أمثال هؤلاء، فوقعت عيناي على الصفحة الأخيرة من صحيفة رسمية ظلت على طاولة مكتبه ثلاثة أيام، فإذا بنقد فيها يتعلق بإدارة هذا المسئول قلت له: هل قرأت ما كُتب عنكم؟ فقفز من كرسيه مندهشاً وهو يمد يده كي أناوله الصحيفة وهذه مصيبة كذلك، لأن إدارته ترتبط وثيق الارتباط بقضايا المواطنين وخدماتهم وشئونهم. وفي تحليلي لصاحبنا المدير العام هذا، الذي لا يقرأ أضع ثلاث فرضيات: فهو إما أنه مدير عام بالعافية وله كتف يدعمه، ويرضى عنه، وإما أنه لا يحترم وظيفته ولا يجهد نفسه في الإيفاء بمسئوليتها ولا يلتفت إلى ما تكتبه الصحف عنه وعن إدارته، وإما أنه شبه أمي لا يجيد القراءة أو لا يطبقها، وأمثال هؤلاء يتحمل مسئوليتهم من نصبَّهم على أمور عباد الله، وهنا تكون المصيبة أعظم. تأملوا للقادة العظام، مثلما للفلاسفة والمفكرين، أقوال وحكم لاتزال كلماتها محفورة في ذاكرة الشعوب.. وهاكم بعضها للتأمل :: - تكمن الفضيلة في الوسط كونفيشيوس - طريق الاستقلال يجب أن تمهده الدماء المهاتما غاندي - حيث تكون الحرية، يكون الوطن بنجامين فرانكين - تفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق نابليون بونابرت - بعد لقمة العيش، أول حاجة للشعوب هي التربية دانتونن - الحرية هي الحياة، ولكن لا حرية بلا فضيلة فيكتور هوغو - يفكر الوطني بالأجيال القادمة، أما السياسي فيفكر بالانتخابات شكيب أرسلان - رباه إذا فقدت وطني، فمن أين لي بضعة أشبار أثوي فيها هذا الجسد المتعب بابلو نيرودا [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460305044008576&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater