تعودنا على المطبات داخل المدن وخاصة في العاصمة ليس فقط في الشوارع الرئيسية وحسب بل أيضا في الشوارع الجانبية والحارات الضيقة بجوار البيوت فعادة ما يقوم أهلي حي ما بعمل مطبات لإعاقة سير الباصات أو السيارات من أمام بيوتهم. وما لم نتعود عليه المطبات التي تملأ طريق السفر من صنعاء إلى الحديدة وهو ما يسمى بطريق معبر ، طريق طويل وترابي وبه مطبات متقاربة من بعض فلا يكادباص الراحة يسير بضعة أمتار إلا وصادفه مطب جامد يرتفع بنا فجأة ، فنقرأ المعوذات ، والشهادتين خشية من أن يداهمنا الموت في إحدى تلك المطبات. ولست أدري حقيقة ما الهدف من تلك المطبات المتتالية في طريق سفر ممتد غير إقلاق راحة المسافرين ، وزيادة الحوادث المرورية ، فكلما حاولنا الاسترخاء فوق المقعد ، وغالبنا النعاس يفاجئنا مطب يطير النوم من أعيننا ، ويجعلنا في حالة توتر ، وما يزيد الطين بلة أن الطريق طويل وممل ، ومليئ بالحفر والالتواءات. كنا زمان نسافر مع خالي عبد الجليل الله يشفيه بسيارته الهيلوكس من الحديدة إلى صنعاء ومن الحديدة إلى تعز وحيفان والعودة ، وكان السفر معه متعة ما بعدها متعة ، فعلى جانبي الطريق تكحل عينيه بالخضرة والطريق مريح، ونتوقف بين الحين والآخر كي نتصور أو نصور منظرا طبيعيا بديعا، ويفتح أغاني أيوب وأبوبكر وفيروز ، ونحن نشدو مع تلك الالحان والكلمات الرائعة. أما السفر حاليا سواء بسيارتنا الخاصة أو بالبيجوت أو الباص فهو مشقة ما بعدها مشقة ، ونتهيأ للسفر ومتاعبه قبله بأسبوع فنجهز الدواء حق الغثيان والليمون والبرتقال، وأحيانا الأكل وخاصة حين نجبر على النزول للغداء أو الإفطار في مطاعم غير صحية. ففي الذهاب للحديدة وصلنا ونحن في حالة إعياء ، وجاء العيد وما زلنا نشعر بدوار السفر لأن المطبات ضاعفت من مسافة الطريق ، وانهكت أجسادنا المتعبة أصلا من الشغل المكثف في التدريس صيفا وربيعا وشتاء وخريفا . فقد كانت الطريق أمامنا مزدحمة بكم هائل من السيارات وكأننا ذاهبون إلى الحج كم تمنيت ساعتها لو أن كاميرات التلفزيون تصور ذلك السيل الهادر من السيارات والباصات على إختلافها. وتجري مقابلات مع نماذج من هؤلاء المسافرين والذين أغليهم مقيمين بصنعاء للعمل بينما أهاليهم وبيوتهم في مناطقهم ، ولأنه لا يوجد حكم محلي كامل الصلاحيات فقد أدى هذا إلى تشرد العائلات بين المناطق المختلفة. وأثناء العودة إلى صنعاء كنا وخاصة النساء قد انهكنا من العيد فأغلب وقتنا في المطبخ نعد الأكل من فطار وغداء وعشاء واستقبال للضيوف حتى اليوم الذي ذهبنا فيه للبحر ونحن في طريق العودة تعرضنا لحادث نجونا منه باعجوبة. فحين عدنا كانت المطبات مع الزحام تزيد من درجة معاناتنا ، ووصلنا ونحن في حالة إعياء كامل ، لدرجة أننا قلنا لن نسافر مرة أخرى ، وهكذا نقول كل مرة ولكن الشوق للأهل والآحباب يطغى علينا، ولسان حالنا يقول : “ من أجلكم يهون كل شيئ”. ترى متى سيتحول السفر في بلادنا إلى متعة وراحة ، وفسحة ، ومتى سنعود من السفر ونحن مبتهجون ومرتاحون جسديا ونفسيا. فالسفر في المواصلات العامة يضاعف من معاناتنا في ظل انعدام الرقابة عليها. متى سنقول وداعا للمطبات المتعلقة بالطريق ، الا يكفي المطبات التي نواجهها في حياتنا بشكل عام ، فهل وزارة الأشغال العامة وهيئة الطرق والجسور ستلتف لطرق السفر وتعيد صيانتها؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460302874008793&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater