دعونا ندخل مباشرة في صلب الموضوع بدون مقدمات فضفاضة , تعز تتعرض لأسوأ ضربة في نسيجها الإجتماعي في الوقت الذي تحاول قوى حاقدة عليها أن تشغل أبناء تعز بخلافاتهم الجانبية لكي يصفو الجو لهذه القوى لإعادة تموضعها مرة أخرى في هرم السلطة الحاكمة , وعندما نتحدث بهكذا خطاب فنحن على دراية لا بأس بها من أن هناك قوى تدرك أن خروج تعز من الوصاية التي كانت تفرضها هذه القوى « الخبيثة» معناه أنها ستفقد مصالح « انتهازية » ورثتها من نظام حكم ظل لسنوات يحاول جاهداً أن تكون تعز خارج السلطة الفعلية والمعادلة السياسية في البلاد . كنا في السابق نحاول أن نعطي إشارات إيجابية لأطراف متعددة ونظهر حسن نية في التعامل والخطاب على أمل أن تبادر هذه الأطراف بإظهار حسن نواياها في تحركاتها ونشاطها في تعز , ولازلنا نراهن على وعي القوى السياسية في تعز المستمد من وعي أبناء المحافظة بأن أي مشاريع تحاول ضرب النسيج الإجتماعي وتنامي النعرات الطائفية أو تبني خطاب سياسي إقصائي إنما هو خدمة لقوى لا ترتبط ب «تعز» بأي صلة أو رابط وتسعى بكل خبثها وحقدها أن تنشغل تعز بمشاكلها الداخلية وتغفل قياداتها الوطنية عن دورها الأساسي في تحمل مسئولية وطنية تحدد مسار دولة النظام والقانون , الدولة التي تفرض هيبة القانون والذي يتساوى أمامه الجميع دون تمييز طائفي أو مناطقي أو جهوي. لقد أثبتت تعز - وستثبت أبداً - قدرتها على خلق بيئة نظيفة للتعايش وتمرين الكل على المدنية الحديثة , وهي اليوم إذ تتعرض لهجوم القوى الحاقدة إنما تكون بذلك قد خاضت إرهاصات التأسيس للدولة المدنية , وتتخفف من كل القبح الذي رسمه بعض أبنائها الطائشين على صفحات تاريخها النضالي العريق , ولنكن على يقين عندما نقول إن تعز قد تعلمت من أخطاء الماضي وأدرك أبناؤها أن تعاونهم مع أي جهة معادية لتعز إنما هو خيانة يرتكبها البعض بحق أنفسهم وأبنائهم من بعدهم مثلما هي خيانة بحق كل أبناء تعز.. أصبح لدينا الآن فرصة مناسبة لبناء نموذج مدني في تعز على أساس القبول بالآخر والتعايش , ولدينا قيادة محلية ممثلة بالأخ المحافظ مؤهلة لتقود مرحلة قادمة أبرز ملامحها خلق بيئة استثمارية بقدرات إدارية ناجحة . أخيراً : لكل أبناء تعز , هناك من يغار من نجاحكم ويريدكم أن تضربوا بعضكم بعضاً , وهناك من غاظه تعيين محافظ «شوقي هائل» ويريد أن يفشله في مهمته عن طريق بعض أبناء المحافظة الذين ضلوا طريقهم إلى الغد . انتبهوا لمدينتكم , انتبهوا لمستقبلكم , انتبهوا لأنفسكم . رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460775750628172&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater