كما هو واضح مما حصل ويحصل في تعز المحافظة والمدينة من وضع أمني مزر ناتج عن مساعٍ ممنهجة وهادفة لجر أبناءها إلى مربعات تتناقض مع خياراتهم الوطنية المتمثلة في دولة النظام والقانون لكل اليمنيين، بها يستعيد هذا البلد المنكوب بتفكير مصالح قوى متخلفة لم ترتق بعد إلى فهم الدولة الوطنية ومازالت محصورة في ممارستها السياسية بالعقلية القبلية المناطقية الطائفية المذهبية المتخلفة وتعتقد- خطأًً- أن المشروع الذي حمله أبناء تعز وناضلوا من أجله وهم يدافعون وينتصرون لثورة سبتمبر ضد النظام الإمامي المذهبي الطائفي القروسطي المستبد المتخلف , وضد الاستعمار البغيض, وفي الثورة الشبابية السلمية يتعارض مع مصالحها الأنانية الضيقة المدمرة التي أوصلت الوطن إليه.. وحتى لا يفسر كلامنا خارج معانيه ومضامينه ودلالاته نشير فقط لمحطات تاريخية لنقف على ذلك الاستهداف الممنهج الذي بدأ بالجمهورية السبتمبرية من انقلاب 5 نوفمبر 1967م وكشف عن وجهه السافر في أحداث أغسطس 1968م والتي كانت فيه لأبناء تعز أدوار مشهودة كبيرة وعظيمة بمواجهة جحافل الملكية والمرتزقة وفي فك الحصار عن عاصمة النظام الجمهوري صنعاء وفي تحقيق انتصاره حينها لم يكونوا يفكرون في أية إستحقاقات عدى قيام الدولة المدنية الحديثة التي تساوي بين كافة أبنائها في الحقوق والواجبات، وأعتبر ذلك جريمة استحقوا عليها عقاباً يتعرضوا للتصفيات والاعتقالات ولعمليات الإقصاء والتهميش حتى كانت حركة 13 يونيو وعهد زعيمها إبراهيم الحمدي الذي أعاد لليمن واليمنيين اعتبارهم ومنهم أبناء تعز الذي كان لهم ايضاً حضوراً في الأمن والاستقرار والنهوض التي شهدتة السنوات القصيرة لقيادة الحمدي, وبعد اغتياله تعود من جديد تلك السياسيات الانتقامية لتعز وأبنائها وبصورٍ أكثر حقداً وبغي, واستمر ذلك بعد قيام الوحدة, فهذه المرة طال الأذى كل شيء صحياً وإجتماعياً وإقتصادياً, ومع ذلك لم ينالوا من تعز وأبنائها الذين لم يتخلوا عن مشروعهم الوطني المدني وكانت الثورة الشبابية السلمية تأكيداً لهذه الحقيقة, لتأتي التسويات والحسابات الضيقة لتلك القوى المتصارعة على تقاسم المصالح والنفوذ المختلفة في كل شيء لتتفق من جديد على الانتقام من تعز الحاملة لحلم التغيير لكل اليمن. وفي هذا المنحى يمكن اختزال المشهد في ذلك الانفلات الأمني المقصود وتغييب السلطة لإفساح المجال للمليشيات الحزبية وللعصابات الإجرامية المسلحة للتحكم في أوضاع هذه المحافظة التي أصبح الجميع يوزع السلاح لخلق الفوضى وإفراغ أي محتوي مدني من حياة أبنائها العامة, إلى الحد الذي يعلن فيه المحافظ شوقي احمد هائل أن الوضع الأمني لا يمكن الصبر عليه أكثر من ذلك مع أن هذه المحافظة كانت الأكثر تأهيلاً لتعطي نموذجاً في تطبيق النظام والقانون وقيام الدولة اليمنية الحديثة التي يتشدق بها جميع الأطراف السياسية لكن واقع الحال يقول غير ذلك, ونتساءل إلى متى ستظل تعز موضوعاً للانتقام ..وللحديث بقية..!! رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463647587007655&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater