حينما منح المقترعون الفعليون عبد ربه منصور هادي 99.8 % يوم 21 فبراير الماضي لم يكونوا يجهلون من هو الشخص الذي سيدير الفترة الانتقالية لبلد أنهكه الانقسام وشتته الفوضى، فهل كان الناخب يعي بأن أي شخص سيحل مكان علي صالح لابد أن يكون أفضل منه بغض النظر عن مرجعيته ومسنوداته السياسية وانتمائه الجغرافي؟ أم أن الصورة المختلفة التي اعاد انتاجها لذاته وسندتها بقوة قراراته هي التي أقنعت الشارع أن رئيسهم المنتخب لن يكون ظلاً باهتاً لسلفه؟ وان الوعود التي قطعها يوم تنصيبه في مجلس النواب وعلى رأسها محاربة الارهاب وإنهاء انقسام الجيش وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين بدأت تتحقق بدحر القاعدة من مديريات محافظة أبين بواسطة تشكيلات عسكرية من وحدات مختلفة من الجيش والأمن كانت حتى الأمس القريب تتقاتل في شوارع العاصمة وأن الخدمات اليومية التي تبخرت في سنة الثورة من كهرباء وماء ووقود عادت الى حياة الناس، وأن الشارع مهيأ على الدوام لاستقبال قرارات قوية (تسوّى بهدوء) تهدف إلى نقل السلطة ليتمكن من الامساك بالملفات الشائكة والتأثير فيها بمجسات الفرصة التاريخية التي إن لم يحسن التقاطها لن يكون أكثر من رئيس عابر، لن يصمد طويلاً في ذاكرة الناس وأن من جاءت به(دول الوصايا) فقط لتأجيل اشتعال فتيل الحرب في مساحة جغرافية من غير مصلحة الخارج والمحيط الاقليمي أن تتحول إلى برميل بارود على الاقل في الوقت الراهن. أمام الرئيس الآن فرصة أخرى لتنصيع صورته شعبياً وهي البدء بتفكيك مراكز القوى التقليدية في البلاد والمتمثلة بالإقطاعات العسكرية والمشيخية والمليشيات الدينية التي لعبت الدور المعيق لعملية التحولات في المجتمع خلال الفترة الماضية ولم تزل تلعب ذات الأدوار وإن بغطاءات جديدة . نعلم الصعوبات الجمة التي قد تعيق خطوة مثل هذه، غير أن المحاولة ستعيد تخليق الأمل في الشارع الذي بات يخشى أن تدخل هذه المراكز بقضها وقضيضها مؤتمر الحوار الوطني وفرض مزاجها على مخرجاته التي ستدخل البلاد نفقاً مظلماً يصعب تجاوزه وإن بعشرات المبادرات. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=462559503783130&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater