لست بحاجة إلى تعداد النتائج الايجابية التي يمكن أن تحققها زيارة الأخ عبد ربه منصور هادي ، رئيس الجمهورية إلى كل من دول الإمارات والكويت وسلطنه عمان ،خاصة إذا ما عرفنا صدقية تفاعل هذه الدول الثلاث مع باقي الأسرة الخليجية في دعم مسيرة واستقرار اليمن في كل المراحل والظروف .. وتبرز هذه المساندة أكثر في تبني هذه الدول لمبادرة إخراج اليمن من أسر تداعيات الأزمة السياسية التي عصفت بالوطن منذ نحو عامين ، حيث لا تزال جهود الأشقاء في الخليج دؤوبة لرعاية التسوية السياسية حرصاً من هذه الدول الشقيقة على تجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى أتون صراعات مدمرة لا يمكن لأحد التنبؤ بتبعاتها الكارثية ، ليس على مستوى الداخل اليمني وإنما على مستوى دول المنطقة ككل. أما وقد بدت تلوح في أفق التسوية السياسية ما يعكر صفو انطلاقتها سواءً برفض بعض الأطراف الجنوبية المشاركة في الحوار الوطني المزمع انعقاده أواخر الشهر الجاري أو في وضع أطراف أخرى لشروط تستبق المشاركة في هذا الحوار فإن الضرورة الوطنية تقتضي بذل المزيد من الجهود والمساعي لتأمين الأجواء الملائمة لإنطلاق مسيرة الحوار الوطني بما في ذلك طرق كل الأبواب لإقناع هذه الأطراف الدخول في عمليه التسوية السياسية، باعتبار أن هذه العملية هي الترياق الأمثل لمعالجة كافة الاختلافات والتباينات ،خاصة إذا ما عرفنا بأن اللجوء إلى خيارات غير سلمية لن تجعل الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً . لذلك يعول اليمنيون كثيراً على الأشقاء في الجزيرة والخليج وتحديداً القيادات والنخب التي سيلتقيها الأخ رئيس الجمهورية خلال جولته الراهنة للمساهمة كما عهدنا في تذليل الصعوبات والعقبات التي تعترض إنجاز هذه الخطوة المهمة في العملية السياسية الرامية إلى تطبيع الحياة وذلك باستخدام كل ثقل هذه الدول الشقيقة وأرصدتها من الحب الذي تتمتع به لإقناع الأطراف الجنوبية المتحفظة والمترددة للمشاركة في هذه العملية السياسية والجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة كافة القضايا الملحة بكل شفافية ووضوح وبما يحقق للشعب اليمني كامل التطلعات في الاستقرار والنماء .. وتزداد أهمية هذه التطلعات بالنظر إلى ما تمثله هذه القيادات الخليجية من ثقل وجداني وصلات أخوية وعلاقات مصيرية فضلاً عما تتمتع به من ثقة لدى مختلف فئات المجتمع اليمني وقواه السياسية ،الأمر الذي يجعلها في موقع الاقتدار والتأثير لتقريب وجهات النظر المتباينة ودفع هذه الأطراف إلى نقاط الالتقاء والشراكة وحث الجميع على التعامل مع استحقاقات الحاضر والمستقبل بمسؤولية وطنية تتجاوز الحسابات الضيقة إلى ما يحقق لليمن أرضاً وإنساناً كامل طموحات النهوض الشامل . هذا على الأقل ما يتمناه ويرجوه أبناء الشعب اليمني الذي جرب وعانى ويلات التجزئة والتخلف ودفع ثمناً باهظاً من قدراته وإمكاناته جراء تلك الظروف المريرة ..وقد حان الوقت للاستفادة من أخطاء الماضي بما في ذلك أخطاء فترة ما بعد إعاده تحقيق وحدة الوطن باستحضار عبقرية وحكمة الإنسان اليمني في ابتداع المعالجة الناجعة لتصويب مسارات الوحدة بالاتفاق على منظومة متكاملة من الاصلاحات بما في ذلك شكل ومضمون الدولة اليمنية الحديثة التي تلبي مطالب المجتمع بكل خصوصياته الجغرافية والاقتصادية .. وبما يساعد على إطلاق قدرات هذا الإنسان من قمقم الأزمات التي حاصرته طويلاً وحان لها أن تنفرج . وهذا أيضاً ما تتمناه القوى السياسية والنخب في المجتمع اليمني من أشقائهم في الأسرة الخليجية وهي تمضي قدماً في بذل المزيد من الجهد لإنجاح مسار التسوية في اليمن دون أن تأبه هذه القيادات الشقيقة لحجم وصعوبة هذه التحديات ومشقة إيجاد الحلول الناجعة لها .. فذلك هو ديدن الأشقاء الذي جبلوا عليه عند كل ملمّة تحدق باليمن وهو ما يشكرون عليه . رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463289820376765&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater