ما يميز محافظ تعز شوقي احمد هائل , غير حجم الوهم الذي يبيعه للشارع , هو وجود رتل الجوقة من صحفيي الفلتة حوله . يصير الأمر إلى المأساة عندما يتجه المثقف من رسم صورة لواقع الناس إلى بلاط الساسة , وحينئذ لا ينتظر من ذلك المثقف أكثر من تسخير قلمه لتغليف كل ما يفعله الساسة بهالة من الزعيق والتسبيح. لا أعرف ما الذي قدمه لمحافظة يحصدها حمى الضنك ويزكمها طفح المجاري في كل الأزقة عدا تلك التي توصل إلى منزل المحافظ البيروقراطي (بحسب وصف أحد أعضاء فرقة الجوقة) , لا يعنيني أن أتوافق مع شوقي أو أختلف معه مع وجهات النظر السياسية كما لا يعني المحافظ أن يكون له خصوم يقفون على النقيض من مواقفه السياسية بالقدر الذي ينبغي أن يضطلع بالدور المنوط به في انتشال المحافظة من حالة التردي المخيف في الخدمات الاساسية على أقل تقدير , ليتاح المجال بعد ذلك للحديث عن دبي , ونيويورك . بالنسبة للمحافظ البيروقراطي الذي يلعن مبدأ المحاصصة كلما أُتيحت له الفرصة ؛ لا يتحرج – في ذات الوقت - أن يعمل في ديوان المحافظة من أول مسئول إلى أصغر موظف من ينتمون إلى حزب واحد وكأنهم فريق (كرة سلة ) , بالإضافة إلى أكثر من 130 إدارة في محافظة تعز يقف على رأسها أعضاء حزب شوقي المحافظ البيروقراطي الذي لا يرتضي مبدأ المحاصصة السياسية . يعتقد رتل الجوقة هؤلاء أن قدر مواطن تعز ان يعيش بذاكرة مثقوبة ليمتلك القدرة كل يوم على استيعاب سيناريو جديد لشكل مدينته لأن الخيارات متعددة من دبي إلى نيويورك إلى نهاية (الليتسة) التي حفظها مواطن تعز عن ظهر قلب. عندما أقيل السعيدي (بغض النظر عن دواعي تلك الإقالة وموضوعيتها ) هلل الجوقة وراحوا يسردون حادثة السجن المركزي ويتناسون التغير الأمني الذي شهدته المحافظة. جاء المقدشي وهلل الجوقة له , وعاشت المحافظة وحتى هذه الأيام أسوأ انفلات أمني منذ نهاية الأحداث , غير أن أحداً من الجوقة المتباكين على الأمن الضائع لم ينبس ببنت شفه , لأن رضى السلطة المحلية عن المقدشي كان كفيلاً بتقويض كل الدجل والنفاق الذي انتابهم بخصوص السعيدي . كم أنا مشفق على هؤلاء المتحولين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463288953710185&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater