أشعر- كغيري - بالاعتزاز وأنا ألمس اندفاع بعض القوى الإقليمية والدولية وهي تهب لمساعدة اليمن للخروج من عنق زجاجة الأزمة والفكاك من أسر التحديات الراهنة والمتراكمة منذ عقود طويلة ، كما أشعر بالفخر والاعتزاز كذلك بالنخب الوطنية التي تفاعلت - هي الأخرى - في محاولة لتصويب الأخطاء وإعادة عربات القطار إلى قضبانها الأساسية بعد أن كاد اليأس يطبق على حناجر اليمنيين جراء تداعيات الأزمة الأخيرة ومآلاتها على كل مناحي الحياة . نعم .. أشعر- كغيري- بالكثير من الرضا لمواقف الأشقاء الذين تداعوا منذ اللحظة الأولى إلى عقد لقاءات ومؤتمرات يبحثون فيها السبل الممكنة لمساعدة هذا الشعب للخروج من أسر هذه الأزمة ، ولم يبخلوا على اليمنيين بالرأي السديد وضخ التمويلات اللازمة ، إذ لم يقتصر ارتياح وإعجاب أبناء هذا الوطن بمبادرة الأشقاء هذه وإنما طال هذا الأمر إلى أبعد من ذلك من خلال دعم الأصدقاء في أوروبا وأمريكا وجنوب شرق آسيا ممن تفاعلوا ايجابياً مع القضية اليمنية ومحاولتهم تجفيف منابع الأزمة وتعويض الوطن عن الفاقد الزماني والحضاري في اللحاق بركب التطور والنماء ، حيث لم تقتصر مواقف الدعم هذه على مجرد المحاضرات والندوات والخطب العصماء وإنما استتبع ذلك وضع رؤية شاملة لإنقاذ اليمن من الحالة الراهنة وحشد التمويلات المادية واللوجستية دون منٍّ أو أذى . مقابل هذه الصورة الوردية لما يجب أن يكون عليه حال الأشقاء والأصدقاء في تجسيد علاقات الإخاء الإنساني من تعاون وتآزر هناك ثمة صورة رمادية ،حيث يحزّ في النفس أن نرى من يفترض أن يكونوا داعمين لليمن ولليمنيين من خلال مدهم بكل ما يخفف عنهم كل أشكال المعاناة وإسداء مشورة النصح والاصطفاف والتضامن ونبذ الفرقة والشتات .. بدلاً من ذلك – للأسف الشديد – نجدهم يصدرون إلينا شحنات الأسلحة وصناديق الذخيرة والألغام ومشاريع الاقتتال وخطب التنابذ الطائفي والمذهبي والشطري، فضلاً عن إرسال الأموال من العملات الصعبة لشراء ذمم المتعطشين للدماء وأصحاب مشاريع الكانتونات الطائفية وذوي العاهات من المغامرين أصحاب الأجندات الخارجية . لقد تابعنا ذلك فيما اكتشفه الموظفون في ميناء الحاويات بعدن وفيما تكشف قبل وبعد ذلك في موانئ وشواطئ أخرى تتدفق منها الأسلحة والأموال لتنفيذ مشاريع تستهدف ضرب اللحمة الوطنية وتقسيم وتفتيت هذا البلد وإبقائه ساحة مضطربة يسهل الانقضاض عليها وتحويلها إلى نقطة مواجهة في الحروب الاقليميه المحتملة أو لتصفية حسابات بين هذه الدول ممن لم تستفد من تجارب التاريخ ،حيث تذهب في إهدار إمكانيات وثروات شعوبها لارضاء نزعات قياداتها في التوسع والهيمنة . وقبل أن نلوم قيادات هذه الدول التي ما انفكت تتدخل في الشؤون اليمنية وبصور شتى باتت مفضوحة ، فإننا - في المقام الأول - يجب أن نلوم أنفسنا وتحديداً أولئك الذين ارتضوا الارتهان إلى مخططات تلك القوى دون أن يأبهوا لمغبة الوقوع في وحل العمالة والارتزاق وبمعزل عن الاستشعار لمدى المذلة التي تلحق بهم مهما برروا أفعالهم المعيبة تلك ومهما ارتدوا من ثياب الرهبان أو تمسحوا بأقوال البهتان ..وقديماً قيل :من يهن يسهل الهوان عليه !! رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463649453674135&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater