يقول الله سبحانه وتعالى عن أهل الجنه: «ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين» الحجر آيه (47) ، ولذلك وصفت الجنه بأنها دار السعادة والنعيم المقيم. ولأن الغل هو سر الشقاء الذي نعيشه في حياتنا الدنيا غل الأفراد، غل الجماعات ,غل الأحزاب غل الدول. نضحك بغل ...ننتقد بغل ... نمرح بغل ...نصادق بغل ...ونختلف بغل. فالضحك بغل ..والمرح بغل والصداقه بغل لا تمثل السعادة ولاتنتمي إليها. فالسعادة الحقيقية لايمكن أن تكون مرحاً او ضحكاً او بهجة معجونه بغل...السعادة الحقة هي حالة عميقة من السكينة تنعدم فيها الحاجة الى الضحك المصطنع او المرح المزيف تنعدم فيها الرغبة الى الكلام ...بهجة داخلية ...تصالح مع النفس والدنيا وقبلها تصالح مع الخالق عز وجل وقناعة عميقة بعدالته في الكون ورضاء كامل بقضائه وتحمل وقبول بالألم والشدة واعتبار كل محنه هي منحة. «الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور» الملك آية (2) والسعادة الحقة هي التعلق بالثابت الصمد الذي لايتغير ولايتبدل مع بذل السبب واتباع وفهم السنن الكونية ... توكل لا تواكل ولهذا لايصح التعلق إلا بالله ومن يتعلق بغيره كالضمآن يرى السراب يحسبه ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ....ووجد الله عنده فوفاه حسابه...ولهذا يؤول أمره الى التعاسة والخيبه والخسران «والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب» النور ، آيه (39). وعندما سئل احد الصالحين عن السعاده أوجزها في عباره بليغه حين قال «السعاده هي لذه لاتعقبها ندامه» ولو تأملنا وشخّصنا حالة الإحباط الفردي والمجتمعي الذي تعيشه مجتمعات العصر وبيوته ونحن منهم وسبب هذا الإحباط والتعاسة ومسبباتها نجد انه لايعدو ان يكون بسبب علاقة خلت من المودة والرحمة بين الزوج وزوجته وبين الموظف ومسؤله وبين الراعي ورعيتة ..، وصراع طبقي ومذهبي معجون بالغل والحقد والانتقام ..، وشعارات وصرخات كاذبة ... كلمات حق يراد بها باطل وعالم يلهث ويتسابق نحو عوالم المادة ويتبرأ من الجوانب الروحية ويحكم الهوى والمصلحة في كل شئونه «أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا» الفرقان آيه (43)...... والله المستعان رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465196713519409&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater