شتان بين المرافق والمنافق .. فبينما المرافق يحميك ، يسليك ، يدعمك ، يصدقك ، يشجعك ، باختصار يقف معك موقف الرجال النشامى .. بينما المنافق يخدعك ، يغدرك ، يضع أمام عينيك نظارة ترى بها كل ما هو أمامك مزيفاً، يغريك .. يفتح شهيتك لعمل كل شيء خطأ وسلبي.. المشكلة أن كثيراً من المنافقين هم أصلاً مرافقون ، وقد يكونون منافقين ثم يتحولون إلى مرافقين.. يعني ممكن واحد منافق يصطادك فيتحول معك إلى مرافق مثل ظلك لا تستغني عنه أبداً لأنه يشعرك أنك مستهدف ، مهم ، الكل يتربص بك ويتحين الفرصة للانقضاض عليك وابتلاعك ما عدا هو الذي يصنع لك من (تناحته) درعاً، وهو في حقيقة الامر يحتمي بك، لا يحميك.. يحجز عنك الضوء ويجعلك في الظلام لا ترى شيئاً سواه، وكل ما تراه من خلاله هو ، يستغل مكانتك واحترام الآخرين لك فيستغلك أحسن استغلال لديك ومع غيرك .. هناك مرافق طوعي ، مرافق بالأجر اليومي ، مرافق رسمي.. غير أن المنافق يأخذك مقاولة من حيث لا تدري تجد نفسك في جيب هذا الشخص ، الذي ما إن تتكلم حتى يبادر بتقديم استشارته ، ما إن تسأل عن فلان أو علان حتى سؤال بريء فتجده يفتح حنفيته على الآخر ليعطيك تفاصيل عن الحياة الخاصة والعامة لذلك الشخص.. دائماً يقول لك في البداية هو طيب.. ويتبعها ب(لكن) وبعد كل لكن سيل من (الحشوش) على أصوله حتى يصل بك الامر أن تسأل عن شخص آخر .. فتكون مرة أخرى أمام شكل آخر من أشكال النفاق .. المهم هذا المنافق يمثل عليك أحياناً دور الأم الحنون عند اللزوم، الأب الحنون في وقت آخر .. الصديق المخلص ، ولكن ما إن تقع في مشكلة تلتفت يمين شمال فلا تجد أمامك الا الضوء بعد أن يغادرك ذلك الحاجز.. فتخلع نظارتك لترى كل شيء على حقيقته .. فهل وصلنا جميعاً إلى القدرة على التمييز بين المرافق والمنافق قبل أن ننخدع ونصاب بالندم يوم لا ينفع الندم ..ولنتذكر الحديث الشريف دائماً لنعرف ونكشف كل منافق .. ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان) ... صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465551256817288&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater