قال تعالى في سورة سبأ الآية (14){ لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبه ورب غفور} ( صدق الله العظيم) وقال سيد المرسلين الصلاة والسلام عليه (أتاكم أهل اليمن ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية). هذا التكريم العظيم لليمن وأهلها من سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام يدل على أن اليمنيين شعب عظيم وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا ، حيث كنا خير أمة تاريخنا دليل على عظمتنا وشموخنا وعزتنا وكرمنا وكنا شعباً ناصراً للخير ونابذاً للشر، ونحن أول الأمم في نصرت الإسلام ونفتخر أننا أصل العروبة وأجدادنا على مدى مراحل التاريخ ساهمو في نشر الدعوة الإسلامية إلى كل بقاع الأرض بكل ما تحمله من معانٍ سامية وحميدة لم نكن يوماً دعاة شر وفرقة وتناحر ولافتنة بل كنا دعاة سلام ومحبة. ما احوجنا اليوم أن نأخذ العبر من تاريخ أجدادنا خاصة ونحن في مرحلة هامة ومصيرية في تاريخنا الحديث هو الانتقال إلى بناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق أهداف الثورة الشبابية وترسيخ قيمها على الواقع. ونستعين بما قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان في محاضرته (الفرصة الأخيرة)حيث قال: إن أي ثورة لا يمكن أن تنجح في بلد منهار مفكك الأوصال. هذا يعني إن وحدة الصف والتلاحم وإرساء قيم التسامح والمحبة في أوساط المجتمع شئ أساسي في هذه المرحلة والابتعاد عن أي صراعات سلبية مناطقية كانت أو مذهبية وطائفية ،لأن مثل هذه الصراعات إن وجدت ستكون السبب الأساسي لانتكاسة الثورة - لا سمح الله - ولهذا نجد أن الثورة المضادة تحالفت مع قوى الهدم والتخريب لتلعب دوراً في تغذية الصراعات السلبية وإشعال الفتن هنا وهناك وخلق حالات توتر وسط المجتمع وجر الجميع إلى مربع الصراع السلبي لعمل إرباك في الوسط الاجتماعي والسياسي لعرقلة السير نحو بناء الدولة المدنية . وعندما كنا يمنين شمالي وجنوبي كانت القاعدة السائدة للعلاقة بين الشطرين هو الصراع والتآمر وكل شطر يحتضن خصوم ومعارضي الآخر بل وصل الحال أن كل طرف يعتبر الملجأ الآمن للمجرمين والقتلة للطرف الآخر وثارت حروب طاحنة كانت كارثية لليمن لذا كانت الوحدة اليمنية هي الطريق لاستقرار والنهوض باليمن. واقترنت الوحدة بالديمقراطية والتعددية السياسية حتى نخلص من الصراع الأيدلوجي ويتحول إلى تنافس سلمي وللأسف الشديد السياسة الخاطئة للنظام القائم آنذاك على دولة الوحدة أدارها بعقلية شمولية لم يستوعب التطور الجاري وخلق صراعات في أوساط المجتمع مما أدى إلى خلخلة البنية الاجتماعية ولهذا برزت ثقافات جديدة هنا وهناك وبدلاً من الخلاص من الصراع الأيدلوجي فإذا بنا ننتج صراعات أخرى مناطقية ومذهبية وهي أخطر الصراعات والعبر كثيرة في تاريخ الأمم . فمثلاً ما يحدث في المناطق الشمالية(صعدة وحجة)يثير كثيراً من التساؤلات هل الصراع المذهبي القائم يخدم الإسلام والأمة الاسلامية والوطن ، لايوجد شك إن الصراع القائم لايخدم سوى أعداء الإسلام والوطن بل يعتبر جريمة كبرى بحق المسلمين ومنهم اليمنيين حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). ونحن نعلم أن هذه الفتنة وسط المجتمع الإسلامي هي صناعة إسرائيلية لشق الصف الإسلامي وللأسف الشديد أصبحنا أدوات التنفيذ من خلال تأجيج وإشعال هذه الفتنة باستخدام الإعلام بأنواعه والمحاضرات والخطب في المساجد والفتاوى المضللة لعقول الشباب عماد البنية الأساسية للمستقبل. أما ما يحدث في المحافظات الجنوبية فهو رد فعل للممارسات الخاطئة للنظام السابق حيت كان أبناء المحافظات الجنوبية هم أصحاب المشروع الوحدوي الحقيقي وبناء الدولة المدنية دولة المؤسسات ولكن وجه هذا المشروع بعنف من بعض القوى المتخلفة التي لا تريد دولة والمعارضة أساساً للوحدة اليمنية والقوى الأخرى التي تحمل المشروع الوحدة المفرغ من محتواه الحقيقي والتي لا تريد دولة مؤسسات وكان التآمر على الشريك الجنوبي لإفشال بناء دولة المؤسسات والحرية والمساواة منذ السنوات الأولى للوحدة حتى إعلان حرب 1994م الظالمة وتم ممارسة كل الاساليب القذرة ضده من نهب وسطو وتهميش وتسريح .......الخ . هذه الممارسات دفعت ببعض القوى في تلك المحافظات بالتراجع والتخلي عن المشروع الوطني وتبنت مشروع فيه من الكراهية ضد كل شيء يحمل معاني الوحدة على الساحة اليمنية واعتنقت ثقافة الكراهية والبغضاء حتى على كل من هو من أصل شمالي وبهذا السلوك أصبحت تخدم الثورة المضادة والتي تسعى إلى تفكيك وانهيار الوطن بينما البعض الآخر صمد وبإرادة قوية استمر بالدفاع عن مشروعه في بناء الدولة بإصلاح مسار الوحدة الوطنية على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية ونبذ الفرقة والتمزق الذي في الأساس لا يخدم الوطن بل أعداءه من القوى المتخلفة التي لا ترى في الوطن سوى أنه مصدر للثراء والهيمنة واستعباد الآخر ومارست التضليل برفع شعارات وطنية رنانة معزولة عن الممارسة الحقيقية ليس لها أثر يذكر على الواقع الملموس . وتمكن بتحالفه مع كل قوى الخير والبناء في المحافظات الشمالية من القضاء على أعتى نظام استبدادي داخل اليمن. . واخيراً حتى نخرج من هذا النفق المظلم ونجنب اليمن من هذا الانهيار علينا ان نقضي على بؤر الصراع السلبي في الوسط الاجتماعي والسياسي وذالك بتحالف كل قوى الخير والحداثه والبناء ضد كل قوى الشر والتخلف والهدم ونبحت عن ما يقربنا من بعض ونتجنب ما يفرقنا ويعزز الصراعات السلبية بيننا . وبتعاون الجميع مع القيادة السياسية لخلق أجواء صحية لحوار وطني حقيقي بدون الاستقوى والتعالي لطرف على أخر وتجريد القوى المهيمنة من وسائل لاستقوىبالمليشيات أو المال العام أو الأعلام العام أو الوظيفة العامة . وهنا يأتي دور القياة بأتخاد قرارات شجاعة ومصيريه لخلق ظروف موضوعيه تساعد على أنجاح الحوار مثل : 1.إقرار قانون العدالة الاجتماعية لما له من أهميه قصوى في كشف كثير من الحقائق حول مجرمي حقوق الإنسان في البلد وإنصاف المظلومين ومعاقبة الظالمة. 2.اتخاذ قرارات لتنفيذ ولو جزاً هاماً من النقاط العشرين الذي اتفق عليها اللقاء المشترك واللجنة الفنية للحوار لإثبات حسن نوايا لأبناء الجنوب وصعده . 3.إطلاق سراح جميع المعتقلين والسياسيين وأصحاب الرأي من شباب الثورة وغيرهم ومعرفة مصير المخفيين قسرياً ومعالجة الجرحى والاهتمام بأسر الشهداء وإغلاق أي سجون ومعتقلات خارجه عن القانون . 4.اتخاذ قرارات شجاعة في إعادة بعض الوحدات العسكرية والامنيه إلى مؤسساتها الرسمية وهيا وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وإنهاء سلطة الأفراد على هذه الوحدات لتصبح مؤسسات وطنيه وهي خطوه نحو الهيكلة . 5.تفعيل دور مؤسسات الدولة الامنيه والقضائية والخدمية في كل مديريه وعزله في الوطن وتحريرها من سلطه الأفراد من مشايخ ووجاهات على طريق فرض سلطه الدولة على جميع أراضي الوطن . 6. إعلان حمله إعلاميه تنويرية حول الحوار وأهميته والدولة المدنية وخصائصها وخلق حشد جماهيري حولهما ومحاربة المظاهر السلبية المعيقة لعملية البناء والتقدم. والله الموفق رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468276463211434&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater