اعتقد الكيان الصهيوني الغاصب ممثلاً بقياداته العسكرية والسياسية اعتقد خطأً بأن اقدامه على قتل القائد الميداني الكبير في كتائب القسام الشهيد الراحل أحمد الجعبري سيمكنه من القضاء على روح المقاومة وإسكات صوتها ناسياً أو متناسياً بأن استشهاد من سبقوه وفي مقدمتهم الرمز الكبير أحمد ياسين لم يزد المقاومة وباقي الفصائل الأخرى إلا مزيد من العنفوان والصمود ولم يدرك في خلد أولئك الساسة المتغطرسين في تل أبيب أن المقاومة ستأتي سريعاً وبتلك الدقة التي لم يتوقعوها ولأنهم قد جبلوا على المغالطة والأكاذيب بادروا في اليوم الثاني على إعلانهم الحرب الجائرة على غزة بالقول كذباً وبهتاناً ودون حياء أو خجل بأنهم قد تمكنوا من تدمير القوة الصاروخية للمقاومة وحينما تبين لمجتمعهم الذي لم يكن يعرف الخوف والهلع الحقيقة المرة لتلك الادعاءات الكاذبة وبأن المدن والمستوطنات التي يقطنون فيها أصبحت في مرمى المقاومة لجاؤا إلى وسائل أخرى من المغالطة لكنها لم ندم طويلاً مع تواصل الانهمار لصواريخ المقاومة في معظم أجوائهم في تل أبيب – اسدود بير السبع- اشكول- كيسوفيم- عسقلان- كفار غزة- وهنا بدأ الحديث عن القبة الحديدية ليوهموا شعبهم بأنها ستحول دون وصول الصواريخ إليهم. لتتواصل الضربات الصاروخية الموجعة والمرعبة بالعشرات والمئات على مدن الأرض المحتلة وتتواصل معها صفارات الإنذار وإخطار الناس بسرعة التوجه إلى الملاجئ التي غصت بالآلاف ومن ضمنهم بعض الساسة والقيادات العسكرية ولتبدأ بعد ذلك غاراتهم الوحشية على قطاع غزة بطرق همجية وبربرية متوحشة وتحت العنوان ذاته إسكات صوت المقاومة والقضاء على الأهداف البنكية حسب مزاعمهم ليتبين للعالم أجمع بأن تلك الأهداف التي واصلوا تدميرها لم تكن سوى أهداف مدنية يروح ضحيتها الكثير من الأبرياء وفي مقدمتهم الشيوخ والأطفال ليصل عدد الشهداء من الأطفال والرضع إلى ما يساوي ثلث العدد الإجمالي للشهداء وسط صمت عربي ودولي لن يتجاوز في بعض حالاته الشجب والاستنكار سواءً كان ذلك من قبل بعض الحكومات العربية أو حتى الدول الأوروبية التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان ، وفي ظل تلك الغارات الوحشية للطيران الإسرائيلي على قطاع غزة تتوالى الردود الموجعة للمقاومة ويطل علينا أطفال غزة بشعاراتهم ونداءاتهم للحكام العرب قائلين تحركوا لتنقذوا ما تبقى من طفولتنا البريئة، لكن لا حياة لمن تنادي فكل أو معظم ردود الأفعال لتلك النداءات لم تحرك غير مشاعر التعاطف الشعبي في أقطار عربية وإسلامية وأوروبية وحتى في أمريكا الداعم الأوحد للكيان الغاصب. ومع اشتداد حالات الذعر والهلع داخل المجتمع الصهيوني تواصلت الغارات الوحشية على غزة الصمود والعزة بهدف إعادة شيء مع ذلك الهلع الذي يعيشه الشارع الإسرائيلي إلى كل أرجاء القطاع الغزاوي حيث لم تسلم من تلك الغارات معظم الوسائل الإعلامية التي عرت بالصورة والصوت فشل العدوان وهمجيته وصمود المقاومة ونجاحها على مختلف الأصعدة والميادين بما فيها الميادين النفسية والإعلامية حيث تمكن شباب المقاومة وبتميز أذهل الجميع من اختراق العديد من المواقع الإلكترونية للعدو الصهيوني الغاصب والمتغطرس ومن بين تلك المواقع مواقع خاصة بكبار القادة العسكريين. وبعد كل ذلك التخبط في تصريحات ومواقف الأعداء لم يعد أكثر المناصرين تحيزاً لسياساتهم الهوجاء متحمساً لمواصلتهم الحرب الظالمة والفاشلة حيث بدأ الناصحون يلوحون لقادة العدو بأن أي مواجهة برية مع غزة لا يمكن لها أن تحقق النجاح الذي يلبي غرورهم وصلفهم وفي هذا الاتجاه وبعد أن أصبح الشارع الإسرائيلي يثق إلى حد كبير بمصداقية الأخبار الآنية عبر المقاومة كما حدث معهم في مواجهتهم الخاسرة مع حزب الله في الجنوب اللبناني، فإن الجميع لا يفضل الخوض في مواجهة برية بعد أن رأوا بأمهات أعينهم قدرات المقاومة في الرد على صلفهم وبعد أن تبين لهم بأن حصيلة العدوان شلل اقتصادي ناجم عن إغلاق عشرات المصانع مع توقف الحركة التجارية في كل المدن وتوقف عشرات الآلاف من العمال عن العمل نتيجة لانهيار مئات الصواريخ والذي تبرره حكومة العدو في كثير من الاحايين بخلل في القبة الحديدية ويبدو أن القبة لا تختلف عن بنك الأهداف وأمام هذا الصمود المذهل للمقاومة الفلسطينية ليس هنالك من حل سوى التهدئة ووقف إطلاق النار من الجانبين ووفقاً لشروط المعتدى عليه باعتباره المنتصر الأول في المعركة.