منذ العام 73م لم تكسر شوكة العدو الصهيوني إلا مرة واحدة وذلك في العام 2006م عندما لقنت المقاومة اللبنانية الجيش الإسرائيلي الذي قيل عنه بأنه لا يقهر دروساً بالغة الأهمية في المواجهات العسكرية بعد أن أحالت دباباتها التي تبجحت بها كثيراً كأفضل أنواع الدروع على مستوى العالم وهي دبابات الميركافا والتي استحالت بفعل الضربات الموجعة للمقاومة إلى دبابات كرتونية وعلى ضوء تلك الضربات الموجعة خسر العدو الغاصب عديد الصفقات التجارية التي كان قد أبرمها بمئات الملايين من الدولارات مع عدد من الدول كالهند وبعض دول أميركا الجنوبية. واليوم وخلال الغارات الوحشية التي يشنها الطيران الإسرائيلي على مدينة غزةالفلسطينية وسط صمت أوربي وتأييد أمريكي مطلق أظهرت المقاومة الفلسطينية مقدرتها الفائضة في الرد على تلك الغارات عبر إطلاقها لعديد الصواريخ ومعظمها محلية الصنع حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية الوصول إلى عديد الأهداف في عمق الأراضي المحتلة بما فيها تل أبيب، إضافة إلى عديد المستوطنات التي لم تختلف فيها حالات الخوف والهلع المنتشرة في أوساط الساكنين عند ذلك الهلع الذي أصاب المجتمع الإسرائيلي وقياداته المحتلة بعد أن وصلت تلك الصواريخ إلى قلب الكنيست صحيح بأن القوة التدميرية لتلك الصواريخ قد لا تصل إلى حد التكافؤ فيما ينفذه العدو من غارات بربرية ووحشية على قطاع غزة إلا أن الدمار النفسي الذي تحدثه تلك الصواريخ داخل المجتمع الإسرائيلي وحتى في أوساط القيادات العسكرية والسياسية يفوق بكثير ما يعانيه المجتمع الفلسطيني داخل القطاع وفي هذا الاتجاه وإزاء كل تلك الغارات وردود المقاومة عليها يرى الكثر من المحللين والمتابعين بأن الجيش الإسرائيلي قد فتح بالفعل ليس فقط أبواب جهنم بل أبوابها ونوافذها معاً خصوصاً بعد التغيير الملحوظ في السياسية المصرية بقيادة الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي كلف رئيس وزرائه هشام قنديل بزيارة القطاع في اليوم الثاني للعدوان الغاشم على غزة العزة كممثل للشعب المصري وقيادته السياسية التي أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وعدم تركه وحيداً في الساحة وما يبعث على الأمل أن قلب العروبة النابض مصر العروبة بل العرب بشكل عام يختلفون كل الاختلاف عما كانت عليه أحوالهم وأوضاعهم في حرب العام 2008م يوم كان النظام المصري بقيادة حسني مبارك يحاصر غزة أكثر من حصار العدو الصهيوني ويكفي الإشارة هنا إلى عدوان العام 2008م رسمت ملامحه الأولى في القاهرة بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية والرئيس السابق. ونحن هنا لاينبغي أن نبالغ كثيراً في تفاؤلنا بتحقيق عديد الأهداف العسكرية في القطاع لكن يكفي فقط بأننا نقلنا حالات الخوف والقلق إلى عمق الكيان الصهيوني أما المقاومة الفلسطينية الباسلة والشعب الفلسطيني كافة فإنه مطالب اليوم برص الصفوف وإنهاء حالات الانقسام التي أعطت العدو فرصاً للتفرد بموافقه المتغطرسة. ولم يكن الشعب الفلسطيني وحده مطالباً بحالات التوحد والتخلي عن التمزق والشتات بل الدول العربية كافة مطالبة بتوحيد الرؤى والمواقف لمواجهة وحشية العدو وغطرسته والأهم من هذا وذاك توحيد الصف الفلسطيني إذ لا يمكن لأي عاقل كان أن يوجه اللوم للدول العربية إن هي تقاعست في مناصرة الأشقاء داخل الأراضي المحتلة وفي قطاع غزة وكذا الضفة الغربية مالم تكن مجمل الفصائل الفلسطينية موحدة الفكر والهدف والغايات. وهذا سيساعد مصر العروبة أولاً وباقي الدول العربية إضافة إلى أكثر من 58 دولة إسلامية منضوية تحت راية الدول الإسلامية المتحدة. وعموماً ينبغي على الشرفاء في العالمين العربي والإسلامي أن لا يدعوا الأشقاء في فلسطين الجريحة والسليبة عرضة للاعتداءات الصهيونية المتكررة وأن لا يتركوا قيادات المقاومة والسلطة الفلسطينية أهدافاً لقنابل العدو وصواريخه المحرقة والمدمرة وإنها لفرصة سانحة للجميع أن يعيدوا لنا جميعاً شيئاً من الكرامة المفقودة بسبب المواقف العربية المتخاذلة التي سبقت الربيع العربي لكننا على أمل كبير بعد عودة مصر إلى أحضان العرب وبعد عودتها لمناصرة قضاياهم الوطنية بأن تحقق لنا جميعاً تلك الأحلام التي راودتنا كعرب ومسلمين منذ العام 48م فهل سيتحقق الحلم بفضل ثورات الربيع العربي وبعد تساقط الطغاة واحداً بعد الآخر هذا ما نأمله وكان الله في عون المقاومة المصرية التي باتت اليوم بمسيس الحاجة للدعم الحقيقي. حتى نودع معاً حالات الشجب والاستغفار ونثبت للعالم بأننا أصحاب قضية وبأننا قادرون على دحر العدو الذي قيل عن جيشه بأنه لا يقهر وها هو يقهر. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465967333442347&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater