بعد ستة أيام فقط من صمود “المقاومة الفلسطينية” في غزة أمام العدوان الصهيوني الهمجي من الجو والبحر، ويهدد بالحرب البرية على غزة، وادعائه بعد يوم واحد من العدوان على غزة أنه قد قضى على معظم القواعد الصاروخية في غزة.. لكن “غزة” أجابت على الفور، وعملياً ب«صليات» صاروخية متنوعة موزعة على جنوبفلسطينالمحتلة ووسطها، وشمال القطاع وصولاً إلى تل أبيب والقدس.. ليبدأ العدو الصهيوني حرباً نفسية ضد غزة من خلال إعلانه عن استدعاء الاحتياط، واستجلاب لواء غولاني.. وأن “70” ألف من الاحتياط بعتادهم من الآلة العسكرية المتطورة استعداداً للعملية البرية ضد غزة.. وفي نفس الوقت بدأ منذ اليوم الثالث لعدوانه يطالب سراً من الإدارة الأمريكية والغرب التدخل للتهدئة.. وفعلاً بدأ الرئيس “أوباما” التواصل مع مصر بشأن التهدئة وسراً.. لكن لم يستطع الصهاينة إخفاء استنجادهم، وسعيهم لطلب الهدنة.. حيث انكشف الأمر، وصار علناً في اليوم الخامس من العدوان.. بإقبال غير معهود على فلسطين من قبل مسئولين غربيين، ومن قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زار فلسطينالمحتلة، والضفة سعياً لجهود التهدئة.. لكن التهدئة بقوله “إن من بدأ الحرب، عليه أن ينهيها” وقال: إن رئيس الوزراء الصهيوني “نتنياهو” هو الذي طلب التهدئة، وليس المقاومة الفلسطينية في غزة.. ومادام يريد التهدئة عليه أن يوقف العدوان، ويقدموا ضمانات بعدم العودة إلى اغتيال القادة، وفتح المعابر.. هكذا نلاحظ أن الذي أصبح يشترط هي المقاومة الفلسطينية..أما الأوروبيون، والأمريكيون فقد توافدت الكثير من وفودهم إلى فلسطينالمحتلة ليقدموا النصيحة للكيان الصهيوني بوقف أي تفكير، أو تخطيط، أو تنفيذ عملية برية ضد غزة.. وهي نصيحة ليس من أجل التهدئة.. ولا من أجل غزة ورحمة بأهلها.. ولكن حرصاً على الكيان الصهيوني الذي لا توجد أي دلائل، أو حتى احتمالات لنجاح العملية البرية.. وهذا يعني فشل أي عملية برية.. وإذا تم الفشل سيكون نهاية الكيان الصهيوني، والانهيار يعني نهاية الكيان الصهيوني.. وذلك ما يخاف عليه الغربيون “إدارة أمريكية وحكومات أوروبية.. لأنه أيضاً نهاية للغرب في المنطقة”. الغرب الأوروبي والأمريكي هو الذي رأى وقف إطلاق النار.. لأن عملية برية صهيونية ضد غزة غير مضمونة هو انهيار الكيان الجيش والدولة.. وعليه فقد مضى الغرب للضغط على نتن ياهو للقبول بوقف إطلاق النار في اليوم الثامن من الحرب.. حتى يقال إن الغرب “وأوباما” ضغطوا على “النتن ياهو” ..وليس هو الذي طلب التهدئة.. وذلك ليخرج بماء الوجه.. وهو حريص على ذلك.. لأنه أمام استحقاق انتخابي قريب يأمل أن ينجح فيه.. لكن الأمل تضاءل في النجاح.. وسوف يتعرض ال”نتن” لانتقادات حادة ويكفي “غزة” أنها حققت “توازن الردع” ونجاحها في إرغام “نتن ياهو” على طلب التهدئة.. والتراجع عن الحرب البرية. رابط المقال على الفيس بوك