مصر الكنانة.. التاريخ.. الثقافة.. الحضارة.. الثورة.. مازالت تتكالب عليها الذئاب الصفراء والحمراء.. الكل يسعى للاستحواذ على فريسته مهما كان الثمن باهظاً حتى لو على حساب الوطن أرضاً وإنساناً تلك العقول العقيمة التي تشربت ثقافة “الأنا” والمحاصصة على مصلحة الوطن العليا.. سعياً وراء اشباع نزواتها الشخصية والسياسية والفكرية حتى لو أدى ذلك إلى سحق الوطن.. هم اليوم يرفعون شعار الوطنية جسماً بلا روح.. شكلاً بلا مضمون من باب المكايدة السياسية، والجدل السفسطائي، لأنهم أصبحوا خارج اللعبة السياسية النافذة، ولذلك نراهم يتصايحون ويتعاركون ويتقولون ويتفلسفون علماً بأنهم يدركون خطورة المرحلة القادمة بكل أبعادها الآنية والمستقبلية على وجودهم كقوى سياسية لها وزنها وثقلها السياسي والوطني، ولكن يخشون سطوة نفوذ الإخوان في مصر كجماعات لها باع طويل في العمل السياسي المبرمج، رغم أنهم يعلمون بأنهم خاسرون، وفي غيهم سادرون.. فإلام التخوف من حكم الإخوان وهم الذين أوصلوهم إلى سدة الحكم؟!.. ألم تكونوا أنتم الذين أوصلتم سفينة الوطن إلى شاطئ الإخوان؟! إذاً لا داعي للمزايدات والمماحكات.. فمصر الثورة بحاجة ماسة لجهود وتعاون كافة أبنائها بمختلف أطيافهم السياسية والحزبية والفكرية.. خاصة في الظرف العصيب الذي تمر به، وينبغي أن نعي طبيعة المرحلة القادمة بكل ما فيها من تحديات داخلية وخارجية، فالأعداء متربصون بنا الدوائر، ويتمنون هذه الفرصة السانحة.. خاصة في ظل الانجازات السياسية التي حققتها مصر الثورة في مجال السياسة الخارجية، وعلاقتها بدول الجوار.. فلا تلوثوا سمعة مصر الثورة بأيديكم وأيدي أعدائكم.. أليس من المعيب أن ندعي بأننا بناة حضارة وتاريخ عريق، وثقافة موغلة في الجذور، وأهل سياسة وحنكة وريادة على مدى العصور. ونتعارك على مسائل تافهة أيهما يكون في الأول الحصان أم العربة؟!.. ما هكذا تورد الإبل يا أهلنا في مصر الثورة؟! اتركوا أساليب الزيف والمراوغة فإنها مهلكة حارقة.. حالقة.. لا تحلق الرؤوس ولكن تحلق الدين والبلاد والعباد.. لذلك على كافة القوى السياسية بمختلف أطيافها السياسية والحزبية والايديولوجية أن تعي طبيعة المرحلة القادمة بكل ما فيها من تحديات ومعوقات وتراكمات الماضي، عليها الآن أن تعيد حساباتها بدقة متناهية وتوظف كل طاقاتها وقدراتها وإمكاناتها من أجل نهضة مصر الثورة وأمنها وسلمها الاجتماعي، ورقيها الحضاري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بدلاً من توظيفها لأهداف سياسية وحزبية قد تدخل البلاد في نفق مظلم داكن السواد.. فمصر الثورة عودتنا دائماً بأنها رائدة الثورات والثقافات والحضارات. يا أبناء مصر الكنانة لا تجعلوا من السلطة محنة كبرى.. طالما هناك مشروع دستور سيعرض رسمياً عبر استفتاء شعبي عام يوضح العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. والتداول السلمي للسلطة، وتقنين فترة الحكم بمدة محددة.. إذاً إلام الخلاف والاختلاف؟!.. أما إذا استمر الحال كما هو عليه الآن.. فأنتم الخاسرون أولاً وأخيراً.. ثورة.. ووطناً.. وشعباً.. ولا مناص حين مندم.. ويصدق فيكم قول أحمد شوقي: “إلام الخلف بينكم إلاما وهذي الضجة الكبرى علاما؟!”. رابط المقال على الفيس بوك