من المهم جداً أن يقدر العلماء مكانتهم عند الأمة، ومدى الاحترام، والثقة التي يتمتعون بها.. وكان الأحرى أن يحافظوا على هذه المكانة والثقة ولا يفرطوا بها كي يظلوا هم المرجعية التي يرجع إليها الناس عند الاختلاف، وعند الأزمات، وعند النوائب، وفي الملمات، والأحوال الاستثنائية فالعماء هم الذين يظلون موحدين حين يختلف الجميع، وحين ينقسم ويتمزق ويتفتت الجميع.. هذا المفترض، والمتوجب، والأساس.. حتى وإن وجدت هناك مسائل خلافية فيما بينهم، تظل هذه المسائل الخلافية على طاولة الحوار فيما بينهم دون أن يخرجوها للعامة من الناس، بينما هم يستمرون موحدين حول المتفق عليه، ودون أن تفرقهم المسائل الخلافية.. لأن في وحدتهم سلام الأمة ووحدتها، وأمنها، وفي انقسامهم وتمزقهم وعلانية ذلك فتنة وخطر على سلام الأمة وتعايشها، وأمنها واستقرارها.. هذا ما يجب ويفترض أن يعقله العلماء، ويعملون به، ويترجمونه في سلوكهم اليومي، وتعاملهم مع الأحداث والأزمات، والفتن. أتذكر أني قد كتبت حول هذا الموضوع في وقت سابق، وفي نفس العمود، وعلى صفحات الجمهورية حين استنكرت أن يكون لعلمائنا ثلاثة كيانات هي “جمعية علماء اليمن” و«وهيئة علماء اليمن» و«ملتقى علماء اليمن» نعم كنت استنكر هذا الانقسام بين العلماء.. بل استنكر تمزقهم.. وهم يعلمون أن الله سبحانه وتعالى يقول: “إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون” صدق الله العظيم.. وأن “القرآن” واحد و«الرسول واحد» وقبل هذا وذاك فإن الله سبحانه وتعالى واحد.. ودعانا إلى التوحيد “إنما المؤمنون إخوة” فلماذا انقسم، وتمزق العلماء إلى عدة كيانات؟! هل هو الدين الإسلام؟!! لا ورب الكعبة.. إنما هو الهوى!! والوهن والركون إلى الدنيا!! والمصالح والمطامع الدنيوية! ستمزقهم، وتمزق وتفتن الأمة بعدهم. المصيبة أن انقسام وتمزق العلماء لم يتوقف.. فقد ظهر فريق رابع من العلماء اسموا أنفسهم “اتحاد علماء اليمن” ليزيد الانقسام والتمزق، وليزيد من الأخطار على وحدة الأمة، وسلامها وأمنها، واستقرارها.. ويقودها إلى الفتنة والحرب الأهلية ،فاتقوا الله يا علماءنا في أنفسكم، وفي أمتكم وفي بلادكم لقد محقتكم الحزبية والسياسة، ومزقتكم الدنيا، وأطماعها، وشغلكم الهوى عن الدين الصحيح “الدين القيم” و«دين القيمة» ألا تعودوا مما أنتم فيه.. لقد صارت لكم أربعة كيانات لماذا؟!! هل غلبكم السياسيون على أمركم؟!! والله لا يغلب إلا ضعيف.. أما العالم الحق فهو أقوى من أن يغلب. رابط المقال على الفيس بوك