الإسلام أخلاق ، فالله سبحانه وتعالى حين وصف رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال فيه : “إنك على خلق عظيم” والخُلق تدخل تحته مجمل الصفات الحميدة والإنسانية، وأولها الرحمة.. فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم “وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين”.. والمسلم يجب أن يكون على “خلق” قولاً ، وعملاً، سلوكاً وممارسة ورسول الله «صلى الله عليه وسلم» يقول “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فالعرب كانت لديهم أخلاق العربي البدوي، أخلاق سامية، وما الرسالة الإسلامية إلا لإتمام مكارم الأخلاق.. ومكارم الأخلاق هي التي لا يقدر عليها إلا المسلم، قوي الإيمان، عالي الهمة، والنخوة.. أي أن رسول الله ورسالة الإسلام من أهم أهدافها الإرتقاء بالإنسان المسلم إلى الأسمى، والأكرم من الأخلاق، وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يتحلى بمثل هذه الأخلاق كلاماً، وسيرة، حتى يكون القدوة للمسلمين، فلا يدعوهم لخلق، وفعل، وخلق نبيل إلا وهو يعمله، ويمارسه في سلوكه، وسيرته اليومية، كي يتأسى به من حوله وينقلونه للآخرين.. أي التعليم بالسلوك والممارسة حتى لا يكون هناك تناقض بين القول، والفعل، والدعوة، والسلوك، وهي وظيفة يقوم بها أتباع رسول الله «صلى الله عليه وسلم» من الخلفاء، والصحابة، والتابعين ومن بعدهم حتى اليوم، وخاصة فئة الفقهاء، ومن يشتغلون بعلوم الدين.. فالعلماء ورثة الأنبياء إن هم ساروا، ونهجوا على سيرتهم ونهجهم الرباني “القرآن” فالرسول عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن، وكان القرآن يسير على الأرض، دلالة أنه كان في سيرته وعمله وتعامله، وعلاقاته، وسلوكه، وحياته يترجم القرآن، بالقول، والعمل ومن المهم أن نتبعه، ونسعى للتأسي بسيرته، وخاصة العلماء، والفقهاء. اليوم أول ما ندعو بني الإسلام إليه العمل بالقرآن “إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون” صدق الله العظيم أي وحدة الأمة الإسلامية وألا يتأثروا بالمذهبية والطائفية.. ليكن لكل مذهبه تحت مظلة الإسلام الواحدة دون مساس بحق أي مذهب.. مادامت الأصول واحدة، وعلى المسلمين أن ينفضوا ويتحرروا عن كل شيء يؤدي إلى الفتنة، والاختلاف، والتمزق، وأن يحفظوا بعضهم بعضاً، وأن يتخلقوا بأخلاق الإسلام الصدق والأمانة والرحمة والإحسان، وعمل الخير واحترام حقوق الجار، وإفشاء السلام والأمن فيما بينهم، ويتجنبوا الظلم، والقهر، والاستبداد، والتعصب، والتطرف، والعدوان على بعضهم، وإباحة دماء وأعراض وأموال بعضهم البعض، فكل هذا ليس من الإسلام، وانقسام العلماء، وتحزبهم، واشتغالهم بالسياسة جلب الويل والثبور على بلاد الإسلام، وما نحن فيه اليوم في بلاد العرب والمسلمين إلا نتاج هذا “اتباع السياسة، وتوظيف الدين لمآرب سياسية مادية دنيوية” وسوف يتحمل وزرها فقهاء وعلماء الأمة، وكل من يتبعهم وهو يعلم أنهم على ضلال.. فانقسامهم ضلال، ضلال!! رابط المقال على الفيس بوك