الله سبحانه وتعالى واحد أحد، فرد صمد، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وكتابه الكريم واحد.. هو القرآن الكريم، ورسول الله واحد “محمد بن عبدالله” صلى الله عليه وسلم، وسنته عليه الصلاة والسلام واحدة.. أي أن الإسلام رباً، ورسولاً، وكتاباً، وسنة واحد، وهو رسالة سماوية بلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وكل سلوك ومراس وخُلق، وعلاقات لا تنضوي تحت الرحمة فهو خروج عن الإسلام ومنافٍ له، وانحراف عن كتاب الله وسنة رسول الله.. فالرحمة في الإسلام شاملة للإنسان والحيوان، ونحن نعلم قصة تلك المرأة التي حبست قطة، وكتبت في النار بسبب حبسها للقطة. وعليه فأمة الإسلام يفترض أن تكون على قلب رجل واحد “إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون” “المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً” “إنما المؤمنون إخوة” “المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” “إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بيتكم هذا، في مكانكم هذا”. الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة كثيرة في هذا الموضوع، وفي علاقة المسلم بالمسلم، علاقة الأسرة المسلمة ببعضها، ومع أقاربها، ومع جيرانها، ومع عملها، ومع الآخرين كلها تقوم على الأخوة، والمحبة، والسلام، والتعاون، والرحمة والخير والعدل، وكلها تدخل ضمن الرحمة، ورحمة الله وسعت كل شيء، إنها رحمة ربانية لا متناهية. فلماذا صرنا اليوم شيعاً وأحزاباً.. وباسم الإسلام؟!! نعادي بعضاً ونكفّر بعضاً، ونتآمر على بعض، ونسرق بعضاً، وننهب بعضاً، ونبيح دماء وحريات بعض، ونظلم بعضاً، لقد تفرقنا، وتمزقنا، نسب، ونذم ونجّرم بعضاً، ونثير الفتن، والحروب، ونخرّب، وندمر بلداننا، وأراضينا وشعوبنا.. لماذا؟!! أهذا هو الإسلام؟! حاشا لله إننا نخرب دنيانا وآخرتنا.. بل صرنا نعتدي على أهل الذمة من مواطنينا في بلاد العرب والمسلمين وهو محرم ديناً.. إن المسلمين بحاجة إلى مراجعة النفس والعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله.. وكل ما فيه وحدة المسلمين ونعلم أن ما يثير الفرقة والتمزق والفتن والاحتراب بين المسلمين لا يمت إلى الإسلام بصلة فالإسلام سلام وخير وحب وإخاء ورحمة.