صار المسلمون شيعاً، وأحزاباً، وفرقاً، وجماعات، وحركات، وكتائب، وفصائل، وسرايا، وما إلى ذلك ..مع أن الله سبحانه يقول: “إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون” وقد حذر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» من زمن يصبح فيه المسلمون غثاء كغثاء السيل، أي كذلك الغثاء الذي يلفظه السيل الدفاق إلى الجوانب مخلفاً إياه وراءه لضعفه، وخموله. إن التمزق الذي أصاب المسلمين يتناقض مع دين الله “الإسلام” دين التوحد، والوحدة.. فالله واحد والقرآن واحد، والسنة واحدة وكل طرف من المسلمين يدعي أنه على الحق وعلى كتاب الله وسنة رسوله ومع ذلك السلوك، والممارسة، والعلاقات تكذبهم، فهم خصوم لبعض وضد بعض ويكفر بعضهم، ويحارب بعضهم بعض، ويحرضون على بعض ويبيحون دماء وأموال وأعراض بعضهم بعض، وأنا لا أتجنى على أحد، فما يحدث في الصومال والعراق وسورية ومصر والسودان وتونس وليبيا وفي كثير من البلدان الإسلامية التي فقدت الأمن والاستقرار والسلام وتعاني من التخريب والتدمير والاقتتال والتفجيرات بالأحزمة وبالسيارات والدراجات النارية المفخخة، كل هذا يكذب ادعاءات الشيع والأحزاب والفرق والجماعات والحركات والكتائب والفصائل والسرايا الدينية بأنها تنهج وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله!! إذن هل كتاب الله وسنة رسوله تعددا حتى تعددت الفرق الإسلامية؟ لا.. فكلهم يعلمون أن كتاب الله واحد وسنة رسوله واحدة، لكن الحقيقة أن الذي تعدد هو فهم الفرق الإسلامية لكتاب الله وسنة رسوله، فكل فهمها كما يريد وحسب مصالحته ووفق أهدافه، وكلها أمور دنيوية الإرادات والمصالح والأهداف والذي صنع الفهم المتعدد لكتاب الله وسنة رسول الله هم النخب الدينية من يقولون إنهم العلماء والمشائخ والدعاة والأمراء والقائمون على الدين وحماته والأوصياء عليه، وهكذا انقسم المسلمون نتيجة لانقسام العلماء والمشائخ والدعاة وصار كل فريق يتعصب لعالمه وشيخه، وأميره، ويتطرف في عصبية إلى حد يكفّر فيه كل من يخالف عالمه وشيخه، وأميره ويحكم عليه بالموت ويبيح دمه وماله وعرضه، وهكذا ضاعت الأمة في خلافات وفتن وحروب فيما بينها البين، وما زاد الطين بلة أن أعداء الأمة من قوى الغرب، والصهيونية يغذون ذلك ويدعمون أفرقاء بالسلاح والمال والإعلام والمؤامرات ضد أفرقاء أخرى، ويكفي أن ننظر لحالنا اليوم وكيف يُطمئن المسلمون بعضهم بعضاً والدين الذي يقتتلون تحت راياته التي تعددت أيضاً ألوانها براء مما يجري بين المسلمين. ومن رحم الله نأوا بأنفسهم عما يجري وبقوا يشاهدون في استغراب ودهشة وحيرة وهم على كتاب الله وسنة رسوله قابضين، لأنهم في حيرة وهم على الصدق أي فريق يتبعون.. والحقيقة أين يبحثون عنها ونقول: ما دمتم على كتاب الله وسنته فأنتم الفائزون، أما ما ترون بين المسلمين من فتن، وحروب واقتتال فإنه الضلال بعينه، فإن اطمأننتم إلى الحق واهتديتم إليه فكونوا على جانبه، مالم فأنتم على نأيكم صائبون. رابط المقال على الفيس بوك