المسلمون في كل بقاع الأرض إخوة، وهم أمة واحدة «إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون» صدق الله العظيم ... فالأصل بين المسلمين هو الإسلام، وليس المذاهب .. المذاهب هي الثانوي، ولكل مذهبه والإسلام للجميع ما دام أن المذهب لا يمس الأصول، ولا يؤذي الآخر أو يكفره، ويدعو إلى قتاله.. وإذا كنا مع حرية التمذهب.. لكننا نؤكد على احترام أتباع كل مذهب لأتباع المذهب الآخر، كما أن الطوائف الأخرى العربية وغير العربية التي تعيش في بلاد العرب والمسلمين لا يجوز إيذاءهم والاعتداء عليهم أو على أماكن عبادتهم، أو رموزهم الدينية.. فهم في الأصل مواطنون لهم كامل الحقوق، وعليهم كل الواجبات، فالجميع في ديار العروبة والإسلام إخوة وسواسية في المواطنة، وأي فكر متعصب متطرف، متشدد، يحمل ويدعو إلى الفتنة وإلى الجهاد ضد الآخرين فهو إرهاب ويحمل ويحقق أهداف أعداء الإسلام والمسلمين مهما كانت العباءة التي يلبسها سواء كانت عباءة دينية أو إبليسية واضحة. «إنما المؤمنون إخوة» هكذا أكد سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وفي حديث لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. فالأخوة لا تفرق، والبنيان المصفوف لا ينهدم، ولا يخرب لأن كل حجر تشد وتدعم أختها.. وهكذا هم المؤمنون فمن يفرق ويمزق المسلمين والمؤمنين ويرميهم في الفتن، ويدفعهم إلى حرب بعضهم بعضا فهو مخالف لكتاب الله ولسنة محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» وذلك ما يجب أن يحذره المسلمون فالفتنة أكبر من القتل أو أشد من القتل لأن القتل يزهق نفساً واحدة لكن الفتنة تقتل أمة، ودم المسلم على المسلم حرام فلا يجوز الإفتاء والتحليل لإراقة دماء المسلمين وتحريض مسلمين على آخرين لأن هذا مروق عن الدين حتى لو كان المفتي يلبس أكبر عمامة بين المسلمين ومشكلتنا أننا قد بلينا في هذه الأيام بمن يبيح دماءنا، ويحلل قتلنا من قبل مسلمين آخرين يفتونهم مشائخهم الذين ضلوا وأضلوهم... فلا حول ولا قوة إلا بالله!!. إن الأنظمة العربية يتوجب عليها أن تعيد النظر في الأحزاب التي تقوم على الدين فالدين مرجعية لكل المسلمين، ولا يجوز أن يدعي أحد وحده أنه يمتلك الدين وحده ويحتكره لنفسه سواء كان فرداً أو حزباً فمثل هذا يمكن هؤلاء من إدعاء التدين وحدهم، ويوظفون الدين زوراً وبهتاناً لتضليل الناس، وتكفيرهم للآخرين فيشكلون خطراً على الأوطان وعلى وحدة المسلمين وعلى تعايش المسلمين مع الآخرين فيكونون مصادر فتنة وحروب أهلية تحقق للأعداء غاياتهم وتوقف نهضة الأمة، وتدمر ما تم إنشاؤه. رابط المقال على الفيس بوك