لعل حالة الاحتقان السياسي والشعبي أيضاً التي تسود الشارع المصري ،لعل هذا الواقع الذي نشهد من خلاله تصارع الأحداث على الساحة المصرية ..لعل كل ما يحدث اليوم هو انتكاسة الثورة ال25 من يناير التي لم يصنعها الشعب المصري ليؤول به الحال إلى الوضع السائد الآن وإنما لتحقيق أهداف عظيمة لبناء حاضره ومستقبله على أسس من الحرية والعدالة والتنمية المستدامة...الخ ومثل هكذا أحداث تجري اليوم في ساحات وميادين مصر الكنانة تبعث على الأسى والخجل وتبعض برسائل واضحة المعاني إلى كل الشعوب التي عاشت تجربة التغيير والتي في طريقها إلى معايشة هذه التجربة مفادها “ إحذروا التقليد” فيما تتناولونه من مواد ثورية استهلاكية وفيما تتبادلونه من ثقة مع وجوه سرعان ما يغلب عليها طبعها ويؤدي السير معها بثقةٍ زائدة إلى ما آل إليه الوضع في أرض النيل والأهرام والسد العالي العظيم ..من هذا المنطلق لعلنا في بلد الإيمان والحكمة اليمانية الأصيلة على قدر كبير من الوعي بتجليات المرحلة وعلى قدر أكبر من حبنا لليمن وطناً مهماً تزاحمت مصالحنا الضيقة إلا أنه سيظل متسعاً للجميع في العمل الجاد الملزم والملتزم بحتمية إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة عبر طاولة الحوار الوطني القادم بعيداً عن التمادي من قبل هذا الطرف أو ذاك في غروره و أنانيته المفرطة التي تسخر من حقوق الآخر وبالتالي ينقلب السحر على الساحر، من أجل ذلك فإن المنطق السليم للضمير الحي الإنساني والوطني والديني والأخلاقي وحتى السياسي يفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحترم وطننا وشعبنا وتاريخنا وإيماننا وحكمتنا وثوراتنا ووحدتنا وأن نؤمن بما لا يقبل الجدل بأن الوقت قد حان لكي نغسل عنا مساوءنا ونتنكر لذواتنا ومصالحنا الفردية والحزبية وال...وال....الخ الضيقة ونأتي إلى مؤتمر الحوار الوطني يمانيين بكل ما تعنيه الكلمة من حيث روح المحبة والتسامح والإقبال على التصالح والوفاق والإيثار خدمة للصالح العام لليمن أرضاً وشعباً وحياة..وبدون ذلك فإن الحوار لن يتمخض عنه إلا ما يزيد الطين بلة وبالتالي سوف نجد أنفسنا حاضراً ومستقبلاً على شفير هاوية.. والعياذ بالله.. لهذا فإننا وبإذن الله تعالى سوف نكون النموذج المثالي في الخروج بالوطن والمواطن من عنق الزجاجة مثلما كنا النموذج المثالي في عدم الانجرار بوطننا إلى الاقتتال وسفك الدماء واحتكمنا لمنطق القبول بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية رغم كل المعوقات المستحدثة التي وقفت وما زالت تقف عائقاً أمام تنفيذ هذه المبادرة إلا أننا خرجنا بأكبر قدر من عدم التهور والانجرار إلى حرب مع أنفسنا أو كما يقال (بأقل الخسائر) وعلينا أن نجعل من هذا الحوار محطتنا الأخيرة لإنهاء ملف الأزمة إن شاء الله حتى لا يصل بنا الحال إلى ما وصل إليه الأشقاء في مصر ويا للخجل من هذا الذي يحدث فيها.. لكن!! وسبحان الله العظيم القائل{ وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم} صدق الله العظيم.. فهل نحن في هذا الوطن الغالي على قدر المسئولية الملقاة على عواتقنا تجاه إنجاح مؤتمر الحوار من خلال طرح كافة القضايا على الطاولة وإجراء حوار جاد وشفاف حولها لمعالجتها والخروج إلى الشعب بوجه حضاري يستحق التقدير..؟ هذا ما نرجوه وعلى المستثمرين في السير على الطريق المضاد أن يتعقلوا ويكفي الشعب ما عاناه ويكفيهم ما عانوه ولا نقول ما غنموه لأن الغنيمة في مثل هذه الظروف معاناة كبرى للواقفين أمام إي مصالحة تخدم المصلحة العامة للوطن..