من الخيارات الماثلة أمام النظام الفاشي في سوريا هروب مشين لرأس النظام والأقربين له، وربما كوكبة من جنرالاته. وفي هذه الحالة ستكون إيران “أحمدي نجاد” وبوليفا “تشافيز” مسارين محتملين للهروب الكبير، وقد يكون المسار الروسي ملجأً إذا ما نجحت روسيا في تسوية الأمر مع الولاياتالمتحدة، لكن خيار اللجوء لدولة ثانية قد يصطدم بانقلاب داخلي يديره كوكبة الجنرالات “الأشاوس”، من الطائفيين الاستيهاميين ضيقي الأفق، وقد يتم هذا الانقلاب بتنسيق مع رموز راكزة ممن يهمُّهم ترميم النظام لأسباب كثيرة لسنا بصددها. وفي هذه الحالة ستبدأ تسوية من نوع جديد بين النظام الذي انقلب عليه بعض صُنَّاعه، ومعارضيه من ذوي الأجندة المقبولة عصريا، حيث سيتحول عقلاء النظام إلى معارضين مؤكدين له، كما حدث باليمن، وعلى سبيل المثال لا الحصر. الخيار الثاني هو أن يقبع الرئيس بشار الأسد ومن معه في مربع العناد الذي يذكرنا بمصير هتلر والقذافي، وهو مصير محتوم إذا ما استمرت تداعيات الداخل بذات الزخم الماثل. ويبقى السيناريو الأخير المحكوم عليه بالفشل المسبق، ويتلخص هذا السيناريو بأن يعتصم رأس النظام ومن معه بالمناطق الجبلية المحاذية للبحر، ليجافي كامل مقولاته القومية الفضفاضة، ويعيد إنتاج النواة الطائفية التي طالما تغلَّفت بالشعارات البرَّاقة، ذلك أن الاعتصام بجبال الشرق يومئ إلى مشروع دولة طائفية عَلوية يرفضها العلويون الراشدون قبل غيرهم، ولن تكون في محصلتها سوى خاصرة رخوة في سوريا الكبيرة المُسيَّجة بعبقرية التنوع، وحينها سيقوم النظام القادم بتصفية هذا الجيب الطائفي المفارق لطبيعة الجغرافيا والتاريخ، بل إن تحالفات إقليمية مؤكدة ستحسم هذه المعادلة الأكروباتية في سوريا ولبنان معاً. هذه السيناريوهات الافتراضية لا تدخل في باب الأمنيات، بل إنها محاولة استقراء موضوعية لجدلية العلاقة بين التاريخ وحتميته، والإرادات وأحلامها الطوباوية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك