حينما نتذكر رحيل أشخاص مميزين في حياتنا ومن غيب الموت أرواحهم الطاهرة عن هذه الحياة المليئة بالمفاجآت فإننا دوما نشعر بتقلب مزاجنا وفجأة تتغير حياتنا لسماعنا خبراً عن من يرحلون من هؤلاء الأشخاص المميزين في حياتنا وذلك لما كانوا يجسدون من آفاق واسعة وطيبة وممن قدموا العطاءات المبدعة ولكل ما يخدم الوطن الغالي والذي لم يبخلوا عليه في حياتهم و ممن سطروا بصفحاتهم الرائعة أسمى معاني النضال لصالح وطنهم سواء من خلال بحوثهم العلمية أو من واقع كفاحهم في نشر العلم الأكاديمي وآفاق المعرفة نعم نجد أنفسنا وقلوبنا مكلومة يتملكها الحزن العميق بسبب رحليهم المفاجئ عن الوطن لكننا مؤمنون بأن القضاء والقدر هو من يأمر برحيلهم عنا هكذا الحياة فتصيبنا الصدمة والحزن لرحيلهم عنا ولقد فزعت وحزنت كثيرا حين علمت بنبأ وفاة أستاذي البروفسور حكيم عبد الوهاب السماوي فهو أستاذي الذي كان يدرسني من ضمن آلاف الطلاب الذين تلقوا العلم على يديه رحمة الله عليه بجامعة صنعاء بقسم العلوم السياسية فكان رحيله صدمة وفاجعة قوية لكل محبيه فقد عرفناه حينما كنا يدرس ويشرح المحاضرات الجامعية نموذجا في التعامل الجيد الذي كان يجسد ذلك استاذنا حكيم رحمة الله عليه وممن يتعامل مع طلابه بطريقة مثالية تميزه عن الآخرين فكان يعامل الطلاب كالأب و الصديق وكان أستاذي البروفيسور حكيم السماوي في الجامعة مثالا يحتذى في الالتزام والمهنية والأخلاق والأدب الجم في تعامله مع زملائه وتلاميذه بالجامعة من خلال صدره الرحب الذي ظل يستقبل الصغير والكبير وممن يحب ويخدم وطنه بإخلاص منتهجا الهدوء كما عاش في هدوء. انه البروفيسور حكيم عبد الوهَّاب محمد السَّماوي الذي كان يشغل وظيفة أستاذ (Professor) في العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء، وسابقاً رئيس قسم العلوم السياسية ثلاث مرات ما بين عامي1995م و2003م، ثم مسئول الدراسات العليا بنفس الكلية بين عامي 2005م و2007م. وهو من مواليد قرية هجرة العر المنجبة للفقهاء والعلماء في مخلاف سماه بمحمية مديرية عتمة بمحافظة ذمار وكان مولده في يوم الأربعاء20صفر1376ه الموافق25سبتمبر1956م وينتمي استاذنا الدكتور حكيم السماوي إلى أسرة كريمة متعمقة بالعلم والفقه والمعرفة و البروفيسور حكيم كان متزوجا وله ستة أولاد (3 أبناء: خالد ومحمد وأحمد، و3 بنات: غادة وغدير وتقية. وقد أسلم روحه إلى بارئها. هكذا ودعنا استاذنا الدكتور حكيم السماوي ولكنه ترك ارثاً لنا وهي ثروة علمية كبيرة لا تقدر بثمن من مخرجات دراسته بالولايات المتحدةالأمريكية ولا يقدرها إلا أصحاب العلم والعلماء بعد ان ترك بصمات من شموخ علمه الذي لم يبخل به على اجيال من الشباب والذين تذوقوا العلم على يديه. فإلى جنة الخلد استاذنا البروفيسور حكيم يا من تعلمنا على يديك وذقنا حلاوة العلم ويا من تعلمنا منكم كيف نحب الوطن ونرتقي به إلى العلا وان نتعلم ونستفيد من شموخ العلم اكثر وأكثر وبأن نزرع العلم لمن حولنا ها هي اعيننا تدمع اليوم والألم يعصر قلوبنا حينما شاء القدر بأن نودعكم يا من كنتم لليمن هامة رائدة من هامات العلم الجامعي فهذه كلمة وفاء لكم أيها الاستاذ البروفسور الراحل حكيم عبد الوهاب السماوي: لِكُل شَيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ فَلا يُغَر بِطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ هيِ الأمُوْرُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ مَنْ سَرهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أزْمَانُ وهَذِهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلِى أحَدٍ ولا يدوم عَلى حَالٍ لَهاَ شَانُ فإلى رحمة الله استاذنا القدير ونسأل الله ان يسكنكم في رحمته التي وسعت كل شيء وبأن ينعم على كل محبيك وأصدقائك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون. رابط المقال على الفيس بوك