صدفة بالأمس لمحت العدد الأول من صحيفة «عدن الثقافية» بأحد أكشاك العاصمة صنعاء.. وفرحتُ كثيراً بهذا الألق الذي انتظرناه طويلاً بعد انقطاع صحيفة «الثقافية» الصادرة عن صحيفة «الجمهورية» والملحق الثقافي الصادر عن صحيفة «الثورة» وبعض الصفحات الثقافية الصادرة ضمن الصحف السياسية التي طغت على المشهد اليمني.. لولا وهج الملحق الثقافي لصحيفة «اليمن اليوم» والذي صدر قبل قرابة الثلاثة أشهر. ونظراً لمكانة مدينة عدن التأريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية والإنسانية فإنّ هذا الإصدار المتكامل يأتي في وقتٍ حرجٍ من تأريخ اليمن.. ويكتسبُ أهميةً كبرى كوننا نفتقد لهكذا مطبوعة ترفل في ألوان صفحاتها وتعدد تناولاتها الثقافية الأدبية.. ومدى وعي القائمين عليها في تقديم وجبة ثقافية رائعة كل أسبوعين، تعزز من قيمة الحضور الإبداعي للمثقف اليمني.. وتهتم ببنائه معرفياً وإنسانياً، بعيداً عن معترك السياسة الذي أنهكَ عُرى البناء المجتمعيّ، وجعله متبلداً أمام الحادثات الجِسام. وفي وسط الدعوات المتكررة لكثيرٍ من مثقفي اليمن باستعادة ما توقف من مطبوعاتٍ ثقافية سبق لها الحضور القويّ في وعي المشهد اليمنيّ.. فإنني أتمنى على الأعزاء القائمين على إدارة صحيفة «عدن الثقافية» أن يستمروا في أداء واجبهم الثقافي والإنساني.. وأن تكون إرادتهم أكبر من كل الصعاب المعيقة للعمل الثقافي.. متجاوزين عثرات الواقع بكل خيباته ونتوءاته المرهَقة والمُرهِقة. تحيّة كبيرة للمبدعين الرائعين الأساتذة ياسر عبدالباقي وعمرو الإرياني وكمال اليماني وهدى جعفر ومازن توفيق وعلى رأسهم الدكتور عبدالرحمن عبدالخالق.. وهم يرسمون لنا أملاً جديداً باتجاه الضوء الثقافيّ المتجدد دوماً من ثغر اليمن وروحها.. مدينة عدن الحبيبة. رابط المقال على الفيس بوك