زمان كنت أكره جلسات مجلس النواب؛ لأنها كانت تبث وقت العصر، وأجلس أنتظر لوما تكمل من شان أشاهد «بيل وسبستيان» مسلسل الأطفال الأشهر أيامها, وللأمانة كنت أعتبر بيل أوفى بكثير من كثير من جنرالات هذا البلد, وأنفع بكثير من أعضاء البرلمان. مؤخراً حدثت خلافات شديدة بين أعضاء البرلمان بسبب القات؛ فريق الموالعة يطالب بمنع القات، وفريق المقاوتة يرفض ذلك وبشدة, ولا أحد قدر يفرع بينهم, ولو عدنا إلى أصل القضية سنجد أن الطرفين عندهم حق؛ طرف الموالعة مرتاحون في المجلس ويستلموا بدل جلسات جيزهم جيز المقاوتة, بينما المقاوتة يدفعون ضرائب القات من عرق «بُجمهم»، وكان لابد من قانون يمنع هذا الازدواج الوظيفي بين المقواتة وعضوية المجلس. تابعت تلك القضية، وكنت أستمع لفريق الموالعة وهم غاضبون من بسطات المقاوتة خارج المجلس, وينط أحدهم ويحلف يمين إنه القات اللي خزن به أمس كان مبودراً، ويوجه كلامه باتجاه عضو آخر يهمزه بأن حزبه هو المسؤول عن دخول البودر «الكاسح» إلى البلاد. وستظل مشكلة البلاد هذه دائماً وأبداً هي مشكلة فريق الموالعة وفريق المقاوتة, السلطة والمعارضة, وسيظل الشعب على هذيك «التكييفة» لوما ينجع بكل عقود التخلف والجمود الفكري. رابط المقال على الفيس بوك