- زيد الغابري .. ماكتبه الشاب الصحفي/ إبراهيم الحكيم بعنوان «فلتان في الجمهورية» عدد الخميس الماضي ، شدني جداً عنواناً ومحتوى ، فقد تطرق إلى ظواهر حساسة ضحاياها الشباب من الجنسين دون أن يعلموا ذلك ، خاصة وأن الأمثلة على الدمار الشامل الذي يمثله القات نعرفها جميعاً ويعترف بها الكثير من الموالعة ، لكنهم يحتجون بعدم وجود البديل ، وآخرون يقولونها : لانستطيع ترك القات رغم علمنا أنه مسموم ، بل إن هناك كلاماً منسوباً إلى بعض الشباب الموالعة مفاده : إنه لاقات إلا ماكان مسموماً أي مبودراً ، غير أن ظاهرة زيادة عدد المقيلات من الشابات على القات ولبس الثياب غير المحتشمة واستعمال أصباغ التجميل من قبل القاصرات شيء يلفت الانتباه ليس إليهن ، وإنما إلى أولياء أمورهن ، فيقال بأن قاعات الأعراس تكتظ بالمراهقات اللاتي يضعن على وجوههن أنواع الأصباغ التجميلية ويرتدين الثياب الشفافة جداً والأحذية ذات الكعب العالي أكثر من اللازم ويمشين بطريقة تثير فضول المارة خاصة الشباب. لقد تطرق الكاتب المذكور بشجاعة لم يسبقه إليها أحد من الكتاب وبأسلوب رائع ، ولعله أراد أن يدق جرس الإنذار مهما يكن رد الفعل إذا افترضنا ظهور من يقلل من آثار ماتحدث عنه أو أن الظاهرة لاتنذر بشيء غير عادي وإنما هو الزمن الذي تجر القنوات الفضائية بإعلاناتها ومسلسلاتها وأفلامها الناس جراً إلى التقليد الأعمى والمكابرة في اقتناء وامتلاك واستخدام وتناول مايشاهد الإعلانات عنه في هذه القنوات ، وقد دهشت من إحداها وهي تبث إعلاناً عن الكرات الصغيرة التي انتشرت في اليمن قبل فترة وتحدث ازعاجاً للناس بضرب بعضها ببعض بواسطة الخيطين السميكين اللذين يتحكم بهما العقل من الطرف وكل واحد يحاول إثبات براعته في «الطقطقة». لقد كنت استنكر حمل طلاب الجامعة القات معهم إلى القاعات ، وإن لم أتأكد من أنهم يتعاطونه في تلك القاعات لكن ما أنا متأكد فيه أنهم يحملونه إلى جانب المكتب والدفاتر أثناء دخولهم أبواب الكليات.. وأنتقد بيني وبين نفسي عشاق مشاهدة المباريات الكروية ، خاصة كرة القدم ، وهم يحضرون إلى المدرجات الماء والمشروبات الغازية والقات ، فقلت ذات مرة لأحدهم : مابقي إلا الفرش والمتكأ ، فنظر إلي نظرة غير ودية أخافتني حقيقة ولو كان رد مثلاً بالقول «حج عن فرضك » وهي توازي كلمة «اترك الفضول» لكان ذلك أهون وأأمن من نظرته العدوانية ، الأمر الذي أجد نفسي في موقف المعترف بخطأ الكتابة عن أضرار ومآسي القات ، والناصح لجمعيات مواجهة أضرار القات، وأنا عضو في فرعها بتعز بأن تغلق أبوابها وتوقف نشاطها ؛ لأنه منذ تأسيسها كبرت مساحة الأرض المزروعة بالقات ، واستنزفت المياه في ريه وغسله وجاهر المزارعون والمدمنون في تحديهم للحكومة ولهذه الجمعيات ، بحيث طرح اقتراح على الحكومة قبل أسابيع باستيراد القات من الحبشة ؛ بهدف وقف الزحف على الأراضي الخصبة التي تنتج الحبوب والخضروات والفواكه ، ولا أتوقع أن ذلك سيحدث ، وإنما العكس هو الصحيح ؛ لأن المتنافسين على الاستيراد سيعملون على زراعته إلى جنب استيراده من موقع القوة والنفوذ.