حذرت منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) من مجاعة عالمية تصيب الفقراء في كل الدول بما في ذلك فقراء الدول الغنية بسبب ارتفاع الأسعار والتي يبنى عليها القرار العادي لأي دولة برفع أسعار الخبز والقمح والذرة ولن تحدث مشكلة في نفس الوقت وبنفس القدر في المحروقات كالبترول والديزل, والأخير هو في العادة الذي يقلب الموازين في الرفع الرسمي لأسعاره بين الحين والآخر؛ لأن الدول المصدرة لم تحفظ إنتاجها أو ترفع أسعارها ومنها الدول الرئيسية والمنتجة.. ووصول برميل النفط قبل أسبوع أو عشرة أيام إلى ثمانية وثمانين دولاراً للبرميل لم يكن بسبب قرار من منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وإنما جاء بقرار البورصات والمزادات العالمية التي تحدد سعر البرميل أو الطن من قبل عدة أشهر من موعد شحنه إلى الولاياتالمتحدة واليابان والصين وهي الدول المستهلكة للبترول بمعدل عشرين إلى خمسة وعشرين مليون برميل في اليوم, وكما نلاحظ في نشرات الأسعار من أكثر من فضائية عربية وغير عربية تبدأ بذكر أسعار برنت وتكساس التي تتصدر دائماً قائمة أسعار أنواع البترول مثل العربي الخفيف والعربي الثقيل.. إن قيمة ما ستستورده الدول المعتمدة في معظم استهلاكها من الغذاء على القمح بصورة رئيسية من الدول المنتجة وهي في ذات الوقت ثمينة بترولياً وصناعياً وزراعياً ستتجاوز التريليون دولاراً أو ستدفع الدول العربية معظم هذا المبلغ الهائل لأنها بدون استثناء تستورد أكثر مما تنتج من القمح والذرة والشعير والبقوليات.. والمال الذي تكسبه بعض الدول البترولية من النفط ومشتقاته يذهب في هذه المجالات وإن بنسب متفاوتة ولو قلنا إن اليمن يمكنها تأمين جزء من الدخل إذا سمح لها بتصدير القات بموافقة دولية فإن ما تنتجه المساحة الشاسعة من الأراضي لم يعد يكفي الموالعة المتزايدين الذين سيرحبون باستيراد القات من دول شرق افريقيا كالحبشة وكينيا وأوغندا أو الصومال ولا أستبعد شخصياً وجود مثل هذه المحاولات منذ مدة ومن ثم صدور موافقة في وقت ما لإنشاء شركات لتلبية احتياجنا من القات كحاجتنا لاستيراد الغذاء فهذا من واجبات الدولة نحو رعاياها ومواطنيها كما قال أحدهم !