هلّ علينا العام الميلادي الجديد 2013م في ظل استمرار الوضع غير المستقر في وطننا العربي جراء تداعيات مؤامرة «الشرق الأوسط الجديد» فقد حل هذا العام كسابقيه «2011م 2012م» حيث لاتزال الفوضى الخلاقة تعصف بالدول العربية والدماء تسفك والأرواح تزهق في سوريا الأبية وحتى في الدول التي اجتاحتها عاصفة الفوضى «الخلاقة» وتم تغيير أنظمتها سواء أكان ذلك على النحو الذي تم في تونس ومصر وليبيا أو على النحو الذي تم في اليمن فلاتزال الأوضاع في هذه الدول غير مستقرة ولاتزال الأرواح البريئة تزهق والدماء الزكية تسفك لا لشيء إلا لأن أعداء الأمة العربية والإسلامية يريديون ذلك، فالمخطط الصهيوني وضع على أساس اسقاط الأنظمة العربية عبر الفوضى الخلاقة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يعد بمثابة «سايكس بيكو» جديدة لتقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة جداً على أسس مذهبية وطائفية وعرقية «أي تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ» لتصبح كل دولة لاتزيد مساحتها عن مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني ولذلك لاغرابة بأن نجد من اليمنيين من يؤيد قيام كيانات مستقلة على غرار الإمارات التي كانت في الجزء الجنوبي والشرقي من اليمن في عهد الاحتلال الانجليزي. هلّ علينا العام الجديد ومسلسل العمليات الارهابية والاغتيالات يتواصل في ظل عجز واضح لحكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار في فرض هيبة الدولة وإعادة الأمن والاستقرار وبدلاً من تحمل الحكومة لمسؤوليتها تجاه الاختلالات الأمنية ومسلسل الاغتيالات المتواصلة نجدها للأسف مشغولة بالقضايا السياسية على حساب القضايا الأمنية والاقتصادية والكثير من وزرائها مشغولون بأمور تخص أحزابهم وترتيب كوادرهم في الوظيفة العامة سواء عن طريق المحاصصة والتقاسم أو الإقصاء. أكثر من عام مضى على تشكيل حكومة الوفاق الوطني المشكلة مناصفة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم ومع ذلك لم تتمكن من وقف الاعتداءات المتكررة على المنشآت النفطية والغازية والكهرباء والاتصالات التي تتسبب في تكبيد الخزينة العامة للدولة المليارات، ولم تستطع إيقاف مسلسل الاغتيالات التي طالت ولاتزال تطال قادة عسكريين وأمنيين وضباطاً وأفراداً ومواطنين عاديين. لم يعد يمر علينا يوم واحد دون أن تحدث أكثر من جريمة اغتيال في عموم محافظات الجمهورية، وأصبح مشهداً مألوفاً أن نشاهد صور ضحايا الاغتيالات والقتل العمد والعشوائي ملصقة على السيارات والحافلات وفي المطاعم والبوفيات وواجهات المحلات التجارية واللوحات الإعلانية والجدران وجميعهم استشهدوا برصاص الغدر وبأيادٍ آثمة غالبيتهم العظمى لا أحد يعرف من غريمهم.. أطفال وشباب أبرياء ازهقت أرواحهم في الشارع جراء إطلاق نار بالشارع بين جماعات مسلحة خارجة عن النظام والقانون وهم لاناقة لهم ولا جمل في الخلاف بين المسلحين. ودعنا العام الماضي 2012 م بمآسٍ لا حصر لها، فمن جريمة التفجير الإرهابي بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في 21 مايو التي راح ضحيتها المائة شهيد وثلاثمائة جريح من منتسبي قوات الأمن المركزي وشرطة النجدة إلى جريمة التفجير الإرهابي أمام بوابة كلية الشرطة إلى العمليات الإرهابية التي أودت بحياة عدد من قادة وضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن والتي كان آخرها اغتيال قائد محور ثمود بحضرموت العميد الركن فضل محمد الردفاني والعقيد سمير الغرباني.. وهانحن نستقبل العام الجديد 2013م في ظل تواصل مسلسل الاغتيالات والاعتداءات على المنشآت الحيوية الهامة والتقطعات والنهب والسلب واستمرار الفوضى «الخلاقة».. فياترى ماذا تحمل لنا أيام وليالي العام الجديد 2013م ندعو الله العلي القدير أن يكون عام خير وأمن واستقرار لوطننا وشعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية وشعوب العالم أجمع. رابط المقال على الفيس بوك