مع مرور الأيام واستمرار الأزمة السياسية التي تعصف بالوطن منذ مايقارب العامين ، تكشفت أمامنا حقائق كثيرة كانت غائبة عنا أو ربما لم نكن ندركها كما هي الآن.. وأكدت لنا أن الأزمة السياسية رغم آثارها المدمرة وماألحقته من أضرار بالغة في الاقتصاد الوطني الذي سيظل يعاني لسنوات قادمة ولن يتعافى على المدى القريب.. ورغم كل ماسببته من ويلات ومتاعب للشعب اليمني الذي تجرع مرارات هذه الأزمة الطويلة ولايزال يتجرعها بكل صبر وجلد حتى يجعل الله لها مخرجاً.. إلا أن لهذه الأزمة فوائد ومحاسن لايمكن إنكارها من هذه الفوائد التي نعدها أننا عرفنا من هم أعداء الوطن بعد أن سقطت أقنعة الزيف والخداع عن وجوه الكثير من أبناء الوطن كانوا ممن يتشدقون بالوطنية والحرص على أمن الوطن واستقراره ومن كنا نحسبهم منحازين للشعب ووحدته الوطنية وسلمه الاجتماعي ، وكشفت لنا أيضاً عن مدى اضمحلال الولاء الوطني عند الكثيرين من أبناء اليمن الذين خدعتهم الشعارات الزائفة والدعوات المضللة وانساقوا خلف أصحابها ، غير مدركين أنهم يخذلون أنفسهم ووطنهم ولايعينون سوى أصحاب المصالح الحزبية والشخصية والمذهبية والمناطقية ، أعداء الوطن وتجار الأزمات. وعرفنا أن الوطن في نظر بعض أبنائه مجرد صفقة يتفاوض عليها ، فالوطن عند هؤلاء في كفة ومصالحهم الشخصية والحزبية والمذهبية في كفة أخرى ، فهم وطنيون حتى النخاع متى ضمنوا بقاء مصالحهم ونفوذهم. ولهذا فلا عجب أن يتحول محافظ تعز شوقي أحمد هائل إلى عدو في نظر بعض القوى السياسية وأرباب المصالح من مشائخ وسياسيين ومتنفذين وحتى في نظر بعض المثقفين ، لأنهم يعتقدون أن وجود شوقي على قيادة محافظة تعز يهدد مصالحهم التي عملوا على تحقيقها منذ سنوات لأن هؤلاء يدركون أن بقاء الأوضاع في تعز غير مستقرة وخارج سيطرة أجهزة الدولة يخدم أهدافهم ولهذا فهم يعملون وبكل قوة لإجهاض أي جهود لاتتوافق مع أهدافهم وإسقاط أي مشروع حضاري يتعارض مع مصالحهم ومخططاتهم الرامية لبقاء نفوذهم وإحكام سيطرتهم على تعز وغيرها من المحافظات.. نعم .. شوقي هائل أصبح عدواً لقوى متنفذة لاترى غير مصالحها فقط ، فكلما اتخذ قراراً وقف هؤلاء في الاتجاه المعاكس للتشكيك في هذا القرار ووجدوا من يستمع لهم ويعادي شوقي معهم ويقف إلى جانبهم في إعاقة جهود التنمية والاستقرار وإخراج تعز من دائرة العنف والفوضى. هم يستهدفون تعز في شخص محافظها ويستهدفون الوطن في هيئة أشخاص.. لكن الحقيقة أن هؤلاء يعادون الوطن ويستهدفون الوطن ويتآمرون على الوطن ، فلم كل هذا الحقد على الوطن وممن يدعون أنهم بعض أبنائه المخلصين وحماة أمنه واستقراره؟. لماذا كل هذه الكراهية ، وإلى متى سيبقى الوطن رهن المصالح الشخصية والحزبية والمذهبية ورهن صراع المتنفذين وتجار السياسة؟. ومتى يدرك اليمنيون أن وطنهم في خطر وعليهم تقع مسئولية حماية وطنهم من شرور بعض أبنائه، فلا عزة لوطنٍ أعداؤه أبناؤه؟! رابط المقال على الفيس بوك