حين تركت القوات الأمريكيةالعراق، لم تتركه للسلام والأمن والاستقرار بل تركته للإرهاب الذي توافد عليه من كل حدب وصوب، وهي التي أتت إلى العراق، وأسقطت نظامه السابق وأعدم رئيسه “صدام حسين” إنما جاءت على أساس مكافحة الإرهاب وتدمير أسلحة الدمار الشامل.. هذه الذريعة والحجة التي ثبت كذبها وزيفها بعد الحرب والاحتلال، وتم الاعتراف بذلك من قبل قادتها آنذاك “كولن باول” كان وزيراً للخارجية الأمريكية، وكم زور وفبرك لفن تقارير، وأفلام ليقنع مجلس الأمن بإصدار قرار يخول للولايات المتحدة غزو العراق.. بعد ذلك وحين لم يعد وزيراً للخارجية سئل عن أن ما كان يقدمه زيفاً وكذباً وملفقاً.. فقال :“نعم” لأني كنت موظفاً، والإدارة التي أعمل معها تريد ذلك. “بوش” الرئيس الأمريكي “الابن” بعد خروجه من الرئاسة الأمريكية ووجه بالأكاذيب، والتلفيقات التي كانت تقوم بها إدارته، وهو يقوم بتبنيها.. صرح فعلاً بأنه قد خدع وضلل من قبل الاستخبارات.. وعلى أي حال هو كان يعلم أن كل ما يقولونه، وتأتي به المخابرات هو زائف وكذب، وملفق لتبرير استصدار قرار من مجلس الأمن للعدوان على العراق، واحتلاله والتخلص من نظامه تنفيذ للتخلص من الأنظمة المحلية العربية والإسلامية “الراديكالية” المحافظة، والتي تقف أمام المشروع الأمريكي الصهيوني الشرق الأوسط الجديد.. وإنهاء أي تهديد، وإزالة أي خطر عن المصالح الأمريكية “مصالح الشركات” وليس الشعب الأمريكي وكذا حفاظاً على أمن العصابات الصهيونية. لقد كان ما حدث للعراق من حرب في 2003م وتحت البند السابع ليس سوى عبارة عن إرهاب دولي منظم ضد الأنظمة المحلية الوطنية المحافظة، والرافضة للمشاريع الأمريكية الصهيونية.. ومازال هذا الإرهاب قائماً ببقاء البند السابع الذي يبيح العراق للعسكرية الغربية الأمريكية رغم أن الأطلسي الأمريكي قد غادر العراق.. لكن ترك وراءه إرهاب آخر.. إرهاب الجماعات المسلحة المذهبية الطائفية العرقية الجهوية لتستمر في ضرب العراق من الداخل، بالذات وأنه قد ترك نظاماً ليس له عليه سيطرة، ولا هيمنة، نظام لا يدين بالولاء للإدارة الأمريكية.. ولذا نجد أن الإرهاب لم يغادر العراق لأن الولاياتالمتحدة قد خلفت وراءها الفتنة والتعصب والتطرف ليقوم بما يريده الأمريكان من قتل وضرب، وتخريب، وتدمير وإعاقة أي تنمية، أو استقرار.. فالعراق يكاد يكون في فوضى طائفية مذهبية عرقية جهوية.. وهي فوضى عنيفة مسلحة تقتل وتجرح العراقيين بالمئات، والعشرات وتدمر وتخرب، وتعيق أي تقدم، وأي تنمية، وسيستمر الأمر مادامت أمريكا تريد ذلك. رابط المقال على الفيس بوك