شهد قطاع غزة، ليل الأربعاء الخميس 15-1-2009، أعنف ليلة من القصف منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، تركزت في الأحياء المحيطة بمدينة غزة بالإضافة إلى شمال القطاع، في حين بدأت تلوح في الأفق ملامح حل دبلوماسي لإرساء اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصر. وارتفعت حصيلة الضحايا بعد الغارات الإسرائيلية الجديدة على غزة وخان يونس (وسط) ومدينة رفح (جنوب). واوقعت هذه الغارات ما لا يقل عن 16 قتيلا فلسطينيا من بينهم فتى في ال 13 من العمر, حسب مصادر طبية وشهود عيان. كما جرح 5 أشخاص في القصف الجوي الذي استهدف مسجدا في رفح, حسب مصادر طبية. ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 27 ديسمبر/كانون الاول, وصل عدد القتلى في قطاع غزة إلى 1038 وعدد الجرحى إلى أكثر من 4850, حسب ما أعلن مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب معاوية حسنين. إنهاء الحرب ومع ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة، اعلن مصدر دبلوماسي مصري ان القاهرة حصلت على موافقة حماس على خطتها لانهاء الحرب في غزة وتنتظر الآن رد اسرائيل. ومن المقرر ان يصل مستشار وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى القاهرة الخميس، لإجراء مباحثات مع رئيس المخابرات العامة اللواء عمر سليمان حول المبادرة المصرية, على ما أفاد مصدر إسرائيلي. ولكن صلاح البردويل احد مسؤولي حركة حماس في غزة اكد من القاهرة، الأربعاء، ان حماس لم تطلب تعديل الخطوط الرئيسية في الخطة المصرية ولكنها قدمت "تصورا مفصلا" لوقف اطلاق النار. ولم يكشف البردويل، بوضوح ما اذا كانت حماس قد قبلت الخطة المصرية, مشيرا الى ان الحركة "ليست لها خلافات مع مصر التي تقوم بدور الوسيط" في المباحثات غير المباشرة مع اسرائيل. من ناحيته اعلن ممثل حركة حماس في لبنان اسامة حمدان ان "نقاطا خلافية" لا تزال تعيق التوصل الى اتفاق حول الخطة المصرية. وقال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس من رام الله في الضفة الغربية اثر لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان التوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق نار في قطاع غزة بات "قريبا جدا". بدوره اكد الرئيس الفلسطيني وجود "اخبار ايجابية بنجاح المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة", مضيفا "نأمل التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار فورا". لكن البيت الأبيض شكك بقبول حماس ببنود الخطة المصرية. وتعقد الجمعية العامة للامم المتحدة جلسة طارئة الخميس من اجل "بعث رسالة قوية مفادها ان المجتمع الدولي يؤيد بشكل تام وقفا فوريا لاطلاق النار في قطاع غزة", كما اوضح متحدث باسم الاممالمتحدة. فنزويلا تقطع علاقاتها واحتجاجا على الهجمات العسكرية الإسرائيلية، أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية أمس الأربعاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وذكر التلفزيون الفنزويلي أن القرار جاء نتيجة تجاهل إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الداعي لوقف إطلاق النار في غزة. وكان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أعلن الأسبوع الماضي طرد سفير إسرائيل من فنزويلا بسبب الهجمات الإسرائيلية التي أثارت إدانة دولية. وجاء قرار فنزويلا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أعقاب إعلان رئيس بوليفيا إيفو موراليس في وقت سابق من الأربعاء، في لاباز، أن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب الهجمات "غير المتكافئة" للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. وحث رئيس المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على التحقيق في الهجمات المتواصلة على غزة والتي أودت بالفعل بحياة ما يزيد عن ألف شخص. كما طالب الرئيس البوليفي أيضا بحرمان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز من جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها عام 1994.