كم دمرتنا السياسة، ويجدر بنا كأفراد ومجتمعات ترميم علاقاتنا بالحب ضد الكراهية فحتى بعض الأحزاب التي تزعم التقدمية تكمن مشكلتها في حالة الفصام التي تلازمها وتعانيها وتعيشها شوزوفرينيا فهي بينما تزايد باسم ضرورة بناء الدولة المدنية وقيم المدنية والتسامح والعدل الإجتماعي والقيم الأخرى في الحقوق والحريات، تقف عاجزة في الآن ذاته عن تنظيف مقراتها، بمعنى أنها تقف عند مستوى التنظيرات والتعالي على الناس باسم “النخبويات”،غير ذلك هناك غرور وجهالة وحب الاستفراد بوهم التحكم لدى بعض الكائنات الداجنة،وهم مزمن نتيجة غياب الشفافية والوضوح في كل شيء، ما عدا الفساد في التعامل حتى الانحدار وزعم المسئولية ومركزية القرار الذي ينتج عنه فساد مالي وإداري وغياب آلية تنظيمية بمعيار نوعي وفني يعمل على تدبير شأن ورؤية علاقتها بالمجتمع من حولها وقبل ذلك بقواعدها البائسة، فيما هي تهمل البديهيات كأن تصلح حماماتها ومقراتها وأكباس الكهرباء وتوفير الخدمات أولاً والوسائط ومن ثم التنظير والتحكم. وفي حال ترجيح اللامبالاة لدى هذه وتلك القوى يبقى المجال سائباً وطفيلياً لكائنات مائعة وعجيبة تعاني مركب نقص وبلادة وذهان باسم وهم كل شيء ولا شيء؟!ما يجعلها تحكم وتتحكم بمزاجها القروي بقبلية تدحض زعمها ومزايدات مدنية ولا تمثلات في القيم والسلوك،فيما تنزع بالكنى والألقاب وعصبويتها القروية تتسيد في ظل وهم الاستفراد والإستبداد، فلا تبالي بمسألة الحقوق والحريات التي من حق كل إنسان أن يبقى على مسافة كونه آدمياً في إطارها أو ضمنها إذ يمكنك أن تأكل من برميل النفايات،المهم أن تكون ضمن فريق عملها. فمتى تتلاشى روائح التنظير من الحمامات وتستعيد الأخيرة طبيعتها كأمكنة أو مستراحات قابلة لقضاء الحاجة بأمن واستقرار وصالحة للاستخدام الآدمي بشكل طبيعي وأخلاقي ومن ثم تغدو بيئة نفسية وصحية مهيأة لتنشيط وتحفيز جانب العمل ودينماكيته وتطوير أدائه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك