ترى لماذا يتباعد الدفء أو يتلاشى كسراب الطريق بين تنقلنا عبوراً وتحليقاً إلى محطات أحلام وأعياد ليست إلا رموزاً بفعل الثقافة أو العقائد والأيدلوجيات المحنطة التي صيرت إلى ثوابت وأيقونات غدت تكرس تنمية البؤس، في حين غابت التمثلات وأخلاق القيم وتلاشت البسمة أو تكاد ترتسم في وجوه الصغار بعدما أخذت الابتسامة تدخل هي الأخرى خانة الاستهلاك أو الاضطرار النفعي أحياناً أو السياسي غالباً بدافع المصلحة فحسب وبرجماتيا الحياة الرخوة، لا من الرخاء بل تلك التي غدت كأنها مشروطة بمواطنة المولات وبازارات السياسة وعشوائية الثقافة والمعايير في ظل انعدام المعيار الوطني وغياب المؤسسية والإدارة الناجحة للحياة. الحياة في ظل غياب المواطنة تحيل إلى فرز طبقي يجعل من المهمشين مجتمعاً في مغترب المكان. ومن الأرستقراط الوظيفي والسياسي طبقة غير زاهدة، وكحالة تشذ عن حلم الناس بالمواطنة وكرامة العيش للجميع بالاكتفاء، بقدر ما تستأثر ماتزال القوى المتغولة بفساد منظوماتها على الثروة والقوة والمقدرات العامة تحتكر الحقوق والامتيازات لعوائلها!. وفيما تبقى هناك مقاصد بسيطة بعينها قد يختارها الأمل بقصد العيش والتعايش والتأنسن في العلاقات بين الناس. كما قد يستدعيها احتياج أو رغبة عيش الأمكنة بحميمية الإحساس والحلم وترجيح المدنية وقيمها ولو بقدر بسيط من الحلم بالمساواة.أو استشعار تحولات المناخ والطقس من حولنا. يبقى التعايش حافزاً مفكراً في شرطية تأملاتنا بإيحاء طبيعة التكيف الإيجابي مع حياة المكان أو الأمكنة ذاتها التي نتباعد خلالها بأمل الحد من سكونية أو ثبات المقيم فيها.. يجدر التنبه لتوظيف الذهن كطاقة وفعل عقلي في الحياة وطبيعة المكان وتفعيله كوعي في طبيعة حركة الكائن وافتراض علاقته المنتجة بأمكنة تماسه الخضراء أو اليابسة قد تجعلنا نحد من جفاف المعنى والرؤية. كأنما الأمكنة والناس بوجوهها وبؤس منطقها اليوم باتت ترثي حالاً من تنمية البؤس ذاته في أشياء كثيرة حولها وأحوالها بقدر ما تحاكي ضجيجها وفساد السائد فيها والأخذ بتلابيب السياسة وتقاطعات المصالح الضيقة التي تقيد الحلم الكبير في العيش والتعايش بكرامة مستقرة. وكأنما حجر صقيل يؤدي وظيفة ما لبناء قبر لا لتأسيس ديمقراطية رأي واختلاف ومستقبل أو ألفة ومعايشة وائتلاف.. لكن يبقى الإنسان يعيش بالأمل لبلوغ الآمال واستنهاضها واقعاً ووعياً فاعلاً ومتفاعلاً مع قضاياه ومؤثراً بوعي مدني وإخاء يبقي الاختلاف وداً يتسع بوجهات النظر لبناء الإنسان ودولة الأحلام والمطالب المتعددة الأهداف في سياق ثورة تقطعت بأهدافها السبل، والأمل أن يبقى الطريق سالكاً حتى لا يفسد الود بين الجميع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك