في ذكرى رحيل شهيد مسيرة الحياة عبد الناصر العاصمي ينشغل اليمنيون هذه الأيام بتصعيد أنظارهم وحواسهم بأمل العيش في انتظار القادم «سبع أم ضبع»، كما يقال..، ينتظرون لحظة استقرار سعيدة ومستدامة لعلهم يستحقون ذلك وبخاصة إذا ما نظر إلى حجم التضحيات والمعاناة المتراكمة في سياقات عيشهم غير المستقر على أكثر من صعيد ونتيجة لاستمرار المزايدات السياسية وبإفراط في زعم توافر«الأمن والاستقرار» والإبقاء على نفس الاسطوانة المشروخة السابقة كاستخدام لازمة سياسية كهذه في الخطاب السياسي لأصحاب القرار حد الإسهاب والإطناب وحماس البلاغة المفخخة بالوعود في ظل عدم ترشيد العبارات، حتى لقد غدت جملة تضايف كهذه أو تلك من فرط استخدامها في عدم وجود تحقيق معطياتها على الواقع إلا لمماً.. لذلك بقيت جملة مستهلكة ولا تتوافر على مصداقية في الخطاب لأنها أشبه بعلكة معطوبة في الفم – إن جاز أو لم يجز التعبير على كل حال!. أكتب هذا بينما أحتفي لوحدي بالذكرى الأولى لرحيل صديقي ورفيقي العزيز الشهيد الحي عبد الناصر العاصمي، القنديل الذي اشتعل زيته فأنار ضوءاً في امتداد ثورة لا تزال تتخطفها المصالح الضيقة والحسابات التي تعيق المشروع المدني لاستحقاق شعب أراد الحياة ويراد له الموات السريع والبطيء في آن. غير أن عبد الناصر يبقى بارقة أمل تتلامع بإشراقاته في هذه العتمات الشديدة الضوء.عبد الناصر الذي كان من بين أوائل من سقطوا شهداء في مسيرة الحياة التي تعد ثورة حقيقية بدلالاتها ومعانيها التي لا تبلى.حيث تخطفته رصاصات القنص الغادرة في منطقة “دار حرب” بصنعاء والمسماة زعماً ب«دار سلم»؟! وفي الذكرى القريبة لاستشهاده وزملائه ومن بينهم نشوان الجابر وآخرون كأني بعبد الناصر العاصمي ينادي كل المواطنين الشرفاء ممن لا يزالون يعانون وينتظرون أملاً في تحقيق أحلامهم في الاستقرار والحياة الطبيعية في العيش بكرامة، بعيداً عن القهر النفسي والسياسي الذي تصنعه حسابات بعض القوى والأصوليات السياسية فيما يتوخاه عبد الناصر هدفاً لوطن يتسع بفكرة بناء الدولة المستقرة لجميع اليمنيين دونما عنف وتوتر أو لغط واشتجار على مجرد حفنة عملات من خارج الحدود، يلهث لأجلها البعض وتهان كرامتهم وبلا مبالاة يراوحون في صناعة القطيعة لبقاء مصالحهم الضيقة ضاربين عرض الجدار بحصاد تضحيات شعب بكامله يراد أن تذهب تضحياته من أجل الحياة وكرامة الإنسان وآدميته هباء ريح.! وبذكرى رحيل عبد الناصر العاصمي، الشهيد الباسم دائماً، يجدر بكل اليمنيين أن يحسوا بضرورة حاجتهم إلى الحرية والكرامة وينشدوا الدولة الوطنية بقيمها المدنية في التعايش.. وأقول في سياق عجالة كهذه :لو أنتم شجعان أصدقائي الجميلين بس لا تخافوا كونوا كعبد الناصر في موقفه وشجاعته وصدره العاري والأعزل إلا من الحرية، قولوا آراءكم بصراحة تحسوا بالحرية والارتياح.ولو في واحد منكم معه مصلحة مع فلان أو علان يبطل مزاح ونفعيات ويقول :أنا موجود أين حقوقي.؟ اصطفوا بوعي يحتاج إلى مزيد يقظة وفراسات ثائرة بوعي سياسي ومدني دونما انفعال، فثرواتكم لا تزال تنهب وتستنزف بيد الفاسدين ممن وضعوا أنفسهم الدنيئة في موضع التنكر لحقوق الناس العوام من الملايين وحرياتهم. وإذاً يجدر بكل إنسان حر أن يجهر بالقول والرأي والموقف النظيف ويقول : أنا المواطن فلان، أنا يمني وهذه شخصيتي، لن أتبرقع بعد اليوم، ولن أنافق، لن أصفق للصوص، أنا إنسان، خلاص، لم أعد أخاف الوحش [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465964213442659&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater