صدقوني لست أبالغ حينما أقول أن تعز تمثل بالنسبة لي حضارة في الكلمة ومعناها,هي من يحفزنا على التذكر أبدا ,أكانت الذكرى'لمأساة ارتكبت أثناء 2011 في أحداث ثورة 11 فبراير,أو كانت الذكرى لفرح,ينبسط له القلب بسريرة واضحة دونما سر أو تحفظ, لتبقى إذا تعز كما نراها مشعل ثقافة ومواقف نضج وتحولات تقاد من ترابها,وهي إذا نبوح لها الآن تجيء وتذكرنا بذكرى المحرقة التي ارتبطت بنظام فاشي وإدواته في الجريمة ضالعة الانحدار والوضاعة. كانت تعز مثل هذا اليوم وهذه اللحظات من ليل يوم غد الثلاثاء على موعد مع فاجعة محرقة استهدفت أبناءها الثوار من الشباب.وهي جريمة عدت ضمن تصنيف دولي كجرائم ضد الإنسانية ويندى لها جبين وضمير الشعوب والأمم الحية. فذكرى إدانة نظام صالح وعناصره الفاشية بقيادة قيران.وحلفائه الأصوليين.تعيدنا إلى صحة وعافية الذاكرة,حتى لا تصير ذاكرتنا مثقبة بالنسيان,لنقف في ذكرى المحرقة التي ارتكبت بنازية “الهاي لوكس وتية”وهذا اجتهاد في المصطلح للتذكير بشرعة الاغتيالات السياسية لنفس نظام صالح وحلفاء أصوليته وعناصره وأدواته من حلفه القديم والجديد وأساليبهم في الجريمة التي توازي في أساليبها نازية فعل الهولوكوست”ونفس منطق التفكير المعاق وعناصره. لهذا فالثورة مستمرة.لأن الفعل والمكان هنا يختلف.بقدر ما يتشابه في حضيض فاعله من عناصر«قاعدة» العائلة في نظام الانحطاط المستبد بالقيم والحياة اليمنية. ولتعز أقول حكايتي :سأظل أحب نصرك في طلب الكرامة وثباتك في الثورة وانطلاقتها من أجل الحرية ولحظة استقرار الشعب في كل الجهات.لأنك تعز.. شكرا لامتثالك للحياة يا جميلة الأهل والمساكن والقيم المدنية المدرسة.تعز العز يا مدرستي في الحب.. تعز يا أبلتي وحصة الجمال والمدرسة والطهر النقي والقراءة والنصوص التي لم أكتبها بعد . أحب تعز كثيرا فيما مضى وسأحبها أكثر فيما سيأتي من الأيام والسنين.. أعشق تعز لأنها حبيبتي ولها مهدٌ في قلبي وفي شعري.لأنني أحب تعز وتربطني بها علاقة أشبه بحبل سري. تربطني بتعز أغنية وجودية ونشيد في مديح زهرة صبر وأفضية المكان وحجر الغيم كقصيدة وطفولة وادعة. منذ أن كان عمري 7سنوات وأنا أحدق في مساء تعز الساحر بلألاء نجومه.. لم يكن ذلك الطفل الذي هو أنا يعلم حينما سأل أمه لماذا السماء قريبة من هنا يا أمي.من هذا المكان. لم يكن يعلم حينها بأن تلك الضياءات المعلقة في سماء تعز هي منازل جبل صبر المطرز في سماء الجبل ولحم المساء.في تلك البيوت والدارات الجميلة والشامخة النور. كانت طفولة المكان وجماله تسحرني.بينما توقفنا في مكان حيثما يتم أو يقام العرس.في موضع يقال له كما عرفت فيما بعد”صالة” لعله كما أتذكر نفس المكان في مدينة تعز الحالمة والشامخة البلد . وهكذا بقيت تعز منذ تلك اللحظة قديسة المعنى الثقافي.يربطني بها خيط شعري لخيالات وصور اختمرت طفولتها لتكبر فكرة قصيدة بعنوان”تعز” كنت كتبتها ونشرت في العام 1997 كما طلب مني ذلك في “صحيفة الثقافية”عبر سمير اليوسفي.وبقيت تعز ولا تزال في القلب والوجدان والحواس منذها وأنا أمني النفس أن أستعيدها من جديد كشوق لحضن أم حانية.مثلما بقيت وستبقى تعز بهاء الصبح والغد القادم في عيون أطفالها.والكلمات الجارحة الجريحة.فيما ذكرى المحرقة في كل نظرة إلى تعز.ترنو وتحدق بعيون ضحاياها.كأنما يتمٌ يعانيه أبناء وشباب المدينة والقرى والمديريات ممن ضحوا بشهداء كفلقات الأقمار. تلك هي تعز لا تحضر إلا بوصفها حضارة المكان وقيمته في الإيثار والنضال والغد المنتظر الزاهي.وهي الآن تتحرر وغدا ستتحرر أكثر لتحرر كل الأبهاء والأمكنة في تعز.لتفيض حرية كل قطرة هواء فيها.مثلما أن تعز تتحرر اليوم من عسكرة العائلات الحاكمة والقادمة من العنف البعيد ومن خشونة لا تتهذب.فيا تعز ياألمي من جراء الألم.تعز أمنية البعيد والقريب.وتعز عنوان المعنى والكلمات ذات الحضارة والكتاب والقلم والحر الراعف الثقافة. اليوم وغدا ستفيق تعز من غفوة الألم كأم ثاكل.لكنها سوف تستعيد أبناءها بشروق الضوء في هذه العتمات الشديدة الضوء رابط المقال على الفيس بوك