احتفلت الأحزاب الناصرية في مصر بميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر خلال الأسبوع الماضي، ومن أروع ما احتفل به الناصريون في مصر هو إعلان توحد الأحزاب الناصرية.. تحت اسم الحزب الناصري الموحد وفي هذه الوحدة تعتبر الأحزاب الناصرية قد خطت الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، فعبدالناصر لم يكن أجزاءً، ولا فصائل.. بل كان رجلاً واحداً فكراً وجسداً وعملاً لقد كان رجلاً يمثل أمة بأحلامها، وآمالها، وطموحاتها، ورغباتها، وتطلعاتها في التحرير والنهضة والوحدة، لم يكن عبدالناصر قطرياً، أو إقليمياً، بل كان قومياً عربياً إنسانياً.. نظرته، وعقله، وتفكيره كان صافياً نقياً له أبعاده الوطنية والقومية والإنسانية.. عبدالناصر حين تزعم الحركة والثورة في مصر، وجد أن مصر لا يمكن أن تكون بنفسها وحدها، ولا يمكن أن تكون بدون البقية العربية، ومحيطها الإسلامي، ولا بدون تلاحمها مع حركة التحرر العالمية، والثورة الإنسانية، والقوى التقدمية في العالم، وفي طليعتها الاتحاد السوفيتي آنذاك. لقد كان زمن “جمال عبدالناصر” هو الزمن العربي المجيد، إنه زمن الثورة العربية الوحدوية النهضوية لقد كان عبدالناصر قامة كبيرة عملاقة ليس على مستوى مصر، وإنما على مستوى الوطن العربي والإسلامي والعالم، كان “زعيماً” وليس “رئيساً” أمتلك كل الشرعية، والمشروعية وليس أدل على ذلك الملايين التي خرجت في مصر وفي الوطن العربي ترفض استقالته في عام 1967م، وليس أدل على ذلك الملايين التي خرجت تشيعه إلى مثواه الأخير في عام 1970م، كان خيار الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج العربي، جعل من مصر، وعاصمتها القاهرة قبلة وملجأ لكل الثوار والأحرار العرب، وقبلة لحركة التحرر الأفريقية، ومنزلاً لحركة التضامن الأسيوية الأفريقية، وكان زعيماً مؤسساً لحركة عدم الانحياز والحياد الإيجابي إلى جانبه زعماء لا يقلون أهمية مثل جواهر لال نهرو،وتيتو، وشان لاي. لا أريد هنا أن استمر في الحديث عن “جمال عبدالناصر” فهو معلوم لم ينس فمازال في واقع كل الشعب العربي.. لكن الأهم الآن هو أن تنهض القوى والأحزاب.. والشخصيات الناصرية، والقومية، العروبية، الوحدوية، النهضوية في كل أقطار الوطن العربي، ومعها كل القوى والأحزاب التقدمية والوطنية، وتلتحم مع بعضها في حزب واحد في كل قطر عربي على طريق التوحد على مستوى الوطن العربي في قيادة قومية واحدة على أن تستكمل كل المكونات الهيكلية الأخرى لتشكل قوة عربية موحدة تناضل من أجل أهدافها الوطنية، والقومية.. أهدافها الوطنية على مستوى الأقطار، وأهدافها القومية على مستوى الوطن العربي وبالتحالف مع القوى الخيرة في العالم “روسيا، الصين، الهند، كوبا، كوريا الديمقراطية، فنزويلا، فيتنام، البرازيل”.. و..و..إلخ. لتشكيل جبهة عالمية لمواجهة الطغيان العالمي الجديد، وإنجاز المشروع العربي النهضوي القادر على الإسهام في إقامة عالم جديد يقوم على العدل والمساواة والخير. رابط المقال على الفيس بوك