لعلنا جميعاً ندرك تماما من المقصود بهذا العبارة ..لكننا اصبحنا نحتويها إن لم تكن هي من يحتوينا ,واذا ما تخطينا الحديث عن الزمان الذي دائماً ما نشعر بإحباط شديد لحظة التفكير والتمعن في كمية السنوات التي نحتاجها لبلوغ أهدافنا الوطنية المنشودة لنترك لأنفسنا مساحة بسيطة نتعمق من خلالها بأهم عناصر سلسلة البناء والنهوض ليس بمعدل قفزة واحدة، لأن ذلك مستحيل ,وليس إلى مستوى الأفاق التي نشدوا بها في أجنحة السطور وخيال الكلمة وإنما بالشكل التدريجي الفعلي والتطبيقي نتمكن من الوصول إلى وضع خارج اطار الخيال قد يكون افضل مما نحن فيه ولكن من يفكر في هذا ويعزم على التطبيق ؟مجتمع لا يقبل على نفسه أن يتجه مع إشارة السهم نحو البداية !فما يدور في هواجس أفراده من طموحات وأحلام خيالية تفوق الواقع بكثير هي لا تقبل التطبيق بشكلها المتكتل وهو لن يقبل بغيرها وهكذا حتى تمر السنون تلو الأخرى ونحن قابعون نتحدث ونستمع احاديث التكهن “نريد كذا وكذا “”لماذا لا يفعلون كذا وكذا” من المقصود لا أحد يعرف ...كم مسؤول ينشغل أثناء جلوسه على الكرسي بأشياء خارج حدود العمل بمتطلبات يومه ,وكم شيخ يكتظ مجلسه بكبار الشخصيات الاجتماعية التي إما تطرق الحديث حول أوضاع الوطن إما بالذم ,أو إلقاء اللوم على الآخرين ,وإما بطموحات خيالية تستعرض عبرها عضلات النضوج الفكري المتقوقع إلى أن يقترب مذاق القات من المرارة يتحولون نحو الأهم وهو يوم غد وأين سيكون المقيل ومن سيتكلم من، وفلان تجنى على فلان، ثم يأتي اتصال يعقبه دخلوا لنا من البلاد قات والوطن “أين طلي” ..أما المواطن العادي والغلبان يصرف مطلع يومه جمل وعبارات تعقبها تنهدات الحسرة لعدم استيعاب ما يحدث في وطنه وما أن ينفرج ضيقة بغداء بميتين وقات بسبع حتى تجده اسعد إنسان لحظة سيره إلى مكانه المعتاد للمقيل، ويطلع من طلع وينزل من نزل ..من أحدث الطرق المبتكرة حديثا في الدول الصناعية والساعية إلى الاستغلال التام لكل ثانية ودقيقة من حياتهم اليومية هو إنتاج وجبات غذائية «سفري» يتناولونها خلال طريقهم إلى مقرات أعمالهم بغرض استغلال الوقت الذي كان ينقضي هدرا لحظة الجلوس على طاولة الطعام ..فأين هم من مجتمع يقضي معظم أفراده من ست إلى سبع ساعات يومياً في مكان أشبه ما يكون بغرف الأخبار التلفزيونية «أصوات من كل زاوية». رابط المقال على الفيس بوك