من المؤكد أن الحق والباطل لا يتماهيان، ولا يتقاطعان إيجاباً، وأن الخيط الفاصل بينهما ظاهرٌ ظاهرٌ ظاهرْ، فلماذا الخلط بين اليقين والشك، ولماذا الإقامة في ذات النواميس الرديئة التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذه الحالة؟! وهل فقدت القيادة السياسية الحيلة والفتيلة لتترك الساحة نهباً للإرادات الحمقاء المُدمِّرة! هنالك من يديرون تخريباً يومياً متعمداً، ولا يتورعون عن إيذاء جموع المواطنين، وتسميم حياتهم اليومية. وهنالك من يباشرون الزمن المتدافع بأدوات الخراب والموت والأحقاد. وهنالك من يتمنَّى سقوط السقف على رؤوس الجميع كما فعل شمشوم ونيرون روما المجرم. نقول لأمثال هؤلاء ما قاله الراحل الكبير محمود درويش ذات يوم قريب بعيد: يا دامي العينين والقدمين إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تزل روما بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل اللحظة التاريخية الفاصلة تضع اليمانيين المعنيين بالقرار السياسي أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما الذهاب بعيداً في تعميم إرادة الدولة بالعدل والإنصاف، وإما استمراء اللزوجة التكتيكية إيذاناً بخراب شامل لا سمح الله! أما عتاة المجرمين واللصوص وناهبي المال الخاص والعام، فإنهم لن يتنازلوا طواعية إلا حين شعورهم بأنهم سيدفعون ثمن ما اقترفوه من آثام بحق ملايين البسطاء. تلك هي وعود المستقبل الشاخصة، فمن شاء فليظهر ومن شاء فليحتجب، فالوطن الذي يتمزق جهاراً نهاراً لم يعد يحتمل التسويف، والانتظار.. والذين اختاروا درب المتاهات والجنون سيعلمون أن المتاهة لن توفر أحداً، ولن ينجو منها واهم، ولن يعتصم من خرائبها مغرور. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك