لن تجد من حالة استنزاف تعتريك إلا موتك الُمُباح , عذاباتك الدائمة قدرك الذي لا يعرف المُهادنة , صوتك الأجش , لن تجد إلا أفكارك تُكون حالة ازدحام أمام عُزلتك ورياحك التي تعصف بك . تتوالى مُسلسل الأحداث , والهزائم يرتفع منسوبها , والخيبات أصبحت تُباع في شارع من اليأس كُل ذلك يوحي باكتمال صورة وأفكار في طُور الازدهار . فكرة ثورة أو حتى إحداث أي تغيير بأي سُبل مُمكنة فكرة تحتاج للتكوين والبناء والنُضج فما بالك أن تُوصل هذه الفكرة إلى بناء وطن مُتعدد الأوجه ومُجمل هذا التكوين يتساوى مع الحُلم ونصب الذكريات. من يُكون من ؟ لم نعترف يوما ما بقُدرتنا على تصحيح الخطأ أو حتى التعايش معه وفق مفهوم صائب يجعلنا نُدون كُل شكليات الحياة التي نعيشها خارج فراغات العواطف والكلمات . ف قواعد الزمن وألعوبته اكبر منا جميعا فمن الأحرى أن نضع كُل فكرة ك مُكون حقيقي وإضافي لتشكيل رؤية قادرة على النفوذ إلى أعماق الواقع واستخلاص كُل عِبره وتشكيل مُخرجاتها وفق حاجة مُلحة تعني بالمصلحة العُليا لما نُريد . أن نُريد يعني أن نمتلك زمام المُبادرة بإرادة لا تقبل المُهادنة وقلب لا يعرف الانحراف وبأياد بيضاء قادرة على إمساك حُلم يتذبذب وفق منسوب الارتفاعات والانخفاضات غير الواضحة المعالم. نحنُ اليوم في حضرة وطن مطعون ومخزوق من الأطراف والداخل فكيف لكُل فكرة أن تُكون معلماً جديداً ..؟ كيف لنا أن نبدأ بتصحيح مسارات الذات خارج ضُغوط الحياة? أن نُكون جبهات مُقاومة للرصاص والصدى وحتى للذكريات ..! كُل شيء يوحي ب غد متعدد المآسي والكلمات , ضياع وجُهد خارج السرب , وتجديف في مُحيط أكثر جليد ونحن في حضرة الحُلم باحثون عن حقيقة وعن تاريخ مربوط بيافطة الماضي لبناء مُستقبل قادر على انتشالنا من حالة الضياع هذه . شغف التطلع وارتداء طُرق مُلتوية توحي بكسر حالة الظهر المُتحامل على الجسد كثُقل لا نقدر على انتشال الحسرة أو قراءتها وفق منطق الهالك أو الباحث عن فُسحة وراحة مُمكنة . كُل شيء قابل للقراءة وكُل شيء قابل للتدوين كُل فكرة تُقابلها فكرة أخرى وكُل حالة نجاح تُقابلها إخفاقات كثيرة. وكلنا في حضرة الفكرة نتطلع إلى أفكار كثيرة ومتعددة وممزوجة برائحة الوطن. وطن خارج لتوه من أُغنيات الانكسارات كي نرى في كُل فكرة وطناً وفي كُل وطن ذاتنا التي فقدناها في زمن منسي . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك