أتمنى أن لايكون هناك وقت ضائع في عمل اللجنة العليا للانتخابات .. هذه اللجنة التي يعول عليها الانتقال باليمن واليمنيين إلى مرحلة جديدة ومناخ آخر تنعم بها البلاد بالحرية والديمقراطية. الانتخابات اليمنية والاستحقاقات الدستورية لليمنيين قريبة وقريبة جداً خاصة ونحن نتحدث عن وطن خرج بعد ثورة عارمة وأصبحت قضيته وأخباره تتصدر المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي. فالمجتمع الدولي لديه رغبة قوية في الانتقال السلمي للسلطة وفي قيام انتخابات رئاسية ونيابية نزيهة في موعدها المحدد حتى تحسم كل الخلافات والتباينات بين اليمنيين. كما أن الأقليم ودول الجوار حريصة على استكمال الربيع الهادئ لليمنيين من خلال هذا الاستحقاق الديمقراطي. وأمام كل هذه التحولات التي تدفع باليمن واليمنيين إلى الوصول إلى الانتخابات القادمة يتحتم على اللجنة العليا للانتخابات أن تكون عند مستوى هذا الحدث القومي وأن تعمل ليل نهار من أجل إنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي . فالانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لإضفاء صفة الشرعية على أي حكم قادم، ومن حق المواطن اليمني الذي عانى كثيرا أن يمارس هذا الحق كناخب وكمرشح بطريقة نزيهة . وعلى اللجنة العليا تقع هذه المسؤولية في تهيئة الأجواء الديمقراطية لكي يمارس الشعب حقوقه الدستورية بجو من الحرية والأمان استناداً إلى مقومات نص عليها القانون والدستور. نحن بحاجة إلى تقييم دقيق للنظام الانتخابي السابق والذي تم تجريبه لأكثر من دورة انتخابية . وعليه ما عليه من الملاحظات التي من شأنها التأثير على مستقبل الحياة السياسية في البلاد خاصة ونحن نتحدث عن يمن جديد ودولة جديدة يسودها العدل وحكم القانون. وهنا يجب على جميع القوى السياسية والمنظمات والهيئات أن تتحمل مسؤولياتها التأريخية في التفاعل البناء في النقاش الجاد لاختيار النظام الانتخابي الأنسب الذي يوفر التمثيل الجغرافي ويحفز على تحقيق النسبية في التمثيل ، وبما يشجع على نشاط وأداء الأحزاب السياسية الصغيرة في البلاد وبنفس الوقت توفير مزيد من فرص تمثيل المرأة في هذه الانتخابات. الوقت لايزال متسعاً أمام اللجنة العليا لإعادة النظر وتصحيح جداول السجل الانتخابي وتنقيتها من الوفيات والمكررين وممن سجلوا دون السن القانونية، فلانريد أزمات مستقبلية وتشكيكاً وطعناً في سلامة هذه الجداول ما دمنا قادرين على القيام بهذا الدور. ما نعول به على اللجنة العليا للانتخابات في المرحلة الحالية والقادمة وهي قادرة على ذلك وحتى لايدركنا الوقت هو القيام بإشراك جميع القوى والاحزاب والمنظمات من خلال حوارات ونقاشات جادة يتم الاتفاق فيها على كل ما يخص العملية الانتخابية ومن ثم تهيئة الأجواء بين كل الفرقاء والقيام بالتصالحات بين الخصوم السياسيين. مطلوب القيام بدور التثقيف والتوعية بالانتخابات وسط الناخبين، خاصة إذا ماتم إقرار نظام انتخابي جديد . إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في كل القواعد الانتخابية السابقة والمتمثلة في تقسيم الدوائر الانتخابية، والقواعد المنظمة للدعاية الانتخابية، وأنظمة الرموز الانتخابية، ومهام وصلاحية المشرفين المحليين والخارجيين. وأمور كثيرة تتطلبها المرحلة القادمة يجب الوقوف عندها وإنجازها فيما تبقى لدينا من وقت. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك