كنت أمس في شارع الثورة ، أعني مدينة تعز مع الناس وهم يحتفلون بكرامتهم وعنوان وجودهم ، ثورة 11 فبراير... الحقيقة أنني كنت أتوقع حشداً كبيراً كبيراً لكنني لم أكن أتوقع كل هذه الأمواج المتلاطمة من الحرية تمشي على الأرض ومن الثورة تتبختر من الحصب مروراً بشارع جمال حتى ساحة الحرية ، هذا المسار الذي عشقناه طيلة أيام الثورة وعانينا فيه كثيراً وسجلت فيه عناوين الكرامة بالدم والعرق واصوات الحرية وسقط أمامنا أحبابنا شهداء، بينما استمر مسار الثورة صامداً مزلزلاً بصوته وحشوده كلما ظن الطغاة أن الثورة أنهكت أو قهرت وأنهم نجحوا في كسر تعز الأسطورة الثورية .... لم أكن أتصور أنا وغيري هذا الاكتظاظ الهادر احتفالاً بعيد الثورة ..الحقيقة انه لم يكن احتفاء بل ثورة جديدة على درجة من البصيرة وعلى مستوى قمة المجد .. إنها رسالة لكل من يريد أن ينتقم من الثورة اليمنية من خلال هذه المحافظة وينتقم من أهلها .. لن تستطيعوا غرس الإحباط أو سلب الروح الثورية منها فارحلوا بكل أوهامكم وأطماعكم ..إنها حالة وجود ولم تعد حالة غضب عابرة فلا تنتظروا أن يخمد الغضب بهواء الوقت شديد البرودة. الكاتب الرائع محمد اللطيفي كتب على حائطه (للتاريخ.. المناسبة: الذكرى الثانية لثورة ال11 من فبراير.. المكان: مدرسة الشعب مدخل ساحة الحرية في الساعة العاشرة كانت مقدمة مسيرة اليوم وفي الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق وصلت مؤخرة المسيرة )..لم تعد هذه مسيرة ؟! واحتاج إلى وصف آخر مناسب لهذا المشهد الشعبي المكثف بصوره شديدة التزاحم والتوهج يهتف بالثورة والتغيير ومحاكمة القتلة واسترداد المال العام وتحقيق أهداف الثورة . هنا الشعب يصنع المعجزات وهنا تعز ثائرة عصية موحدة عنوان للضمير الوطني والثورة عبر التاريخ ولا تقبل أن يلعب عليها أحد أو يستخف بها أو بحقوقها بعد اليوم .. أحسب أنني أعرف تعز بتفاصيلها لكنني أمس ومن وسط أمواجها البشرية اكتشفت أنني مازلت أجهل هذا المحيط العميق الذي يتفجر ثورة وحرية..وحسناً كانت كلمة الأخ المحافظ شوقي هائل قبل أمس الأحد في صحيفة الجمهورية بالمناسبة وهو يخاطب أهله بلغة الثورة والتغيير والتوافق الوطني ليقول بهذا إن تعز وكل أبنائها لن يجدوا أنفسهم إلا في الثورة وفي ساحة الحرية ومنها سينطلقون إلى التغيير المثمرجميعهم بروح التوافق والشراكة نحو المستقبل مهما ذهبت أمنيات أعداء التغيير بأوهامهم لوأد الثورة من تعز والعمل على اختلاف أبنائها فستعرف محافظة (الثورة والنور ) كيف تختلف وتتفق وكيف تقسو وكيف تشفق على نفسها على قاعدة الحب والتسامح الجميل الذي يغسل أدراننا بصحبة التصحيح الدائم للأخطاء ومراجعة المسار لتحمي نفسها وتثري مسيرتها نحو المجد الآتي الذي نصنعه جميعاً بأيدينا وقلوبنا وعقولنا.. بإذن الله وتوفيقه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك