مهما تكن الجراح فالاحتفال بعيد الحب هذا العام وهو يحمل صبغته المختلفة عن بقية الأعوام السابقة يأتي دليلاً زاهياً.. وحدثاً استثنائياً يؤكد حاجة الجميع للحب بأرقى صورهِ المفعمة بالطمأنينة والعطاء النبيل. لقد كبرنا يا صديقي.. هكذا قال لي صديقي بالأمس حين التقينا صدفةً في مكانٍ ما نحن وعائلاتنا الصغيرة.. وكنتُ حريصاً على زرع ابتسامة الأمل على وجهه المكتظّ بالتعب والإعياء.. وكان أحرص مني على استذكار أوجاع وطننا الحبيب. نعم لقد كبرنا يا عزيزي.. وكبرت معنا هواجسنا وآمالنا ومسئولياتنا الدنيوية.. وأصبح لزاماً علينا أن نحيا في تأقلمٍ مستكين مع كل ما يدور حولنا من فرائح و«قوارح».. وصار احتفالنا بناقوس دهشة معبد الحب يتطلّب شعوراً حقيقياً بأننا نعيش لغيرنا ونسعى باتجاه تحقيق آمالهم فينا ومعنا.. وذاك هو الحب. و«الحب في الأرض بعض من تخيلنا.. لو لم نجده عليها لاخترعناه» كما يقول شاعر المحبة نزار قباني.. هو ذلك الشعور الإنساني العظيم بالسلام للجميع.. والعيش الكريم في ظلّ السموّ عن زيف الأحقاد والأوجاع الأليمة. إذن هو الحب.. والحلم الذي ننشده ما حيينا لنشعر بوجود الله معنا وهو يمنحنا الخلاص من الشرور والآثام والحروب والنكال والتربص والجراح بحقّ بعضنا.. وهو الموعد الحقيقي لمهرجان الألفة والتسامح بين الجميع.. والزهو المختلف لإثبات إنسانيتنا ونمائها العذب. نحن بحاجةٍ دائمة للحب.. ذلك الحب الذي يوطّد مسارات البهجة.. ويخفق بالسعادة رغم نتوءات الزمن.. ويرقص في صلف الإقصاء والتهميش والأدران اليومية لفحوى مخرجات السياسة القاتلة لكل روحٍ عامرة بالأمل. كل عامٍ والجميع متوجون بالحب في أرقى معانيه.. راكضون في فرح الوفاق الشاهق لا الماحق.. موقنون أنّ الكراهية لن تدوم.. ووحده الحب من يبقى وينتصر؛ لأنّ الله هو الحب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك