من المعروف أن الشكل سياق ينتظم مع أنساق الكتابة، وأن التحرير البصري للنص ليس دالة غلاف الكتاب بمكوناتها الخمسة (بطن وظهر الغلاف الأساسي، وبطن وظهر الغلاف الأخير، وكعب الكتاب)، بل يشمل كل صفحات الكتاب، ويكون الإخراج مُعادلاً بصرياً رشيقاً، ومساعداً على القراءة، إذا توخَّى المخرج أنساق النص ومتوالياته، وتعرجاته، بل وتحولاته. هنا أتمنَّى على مؤلف رواية “ الخزرجي” أن يُباشر بشخصه تنوير المخرج حتى يباشرا معاً تحريراً بصرياً للنص يوصل الرسالة للقارئ. أذكر بهذه المناسبة ما كان من أمر المخرج الروسي الشهير “ايزنشتين” عندما كان يصور فلم “المُدرَّعة بوتومكين”، وكان عليه أن يقدم دلالة بصرية ديناميكية درامية عن تدافع الجنود على سلالم المدرعة. يومها لجأ ايزنشتين إلى ما أسماه “المونتاج الذهني”، وبواسطة الفكرة توصل إلى أهمية المونتاج السينمائي، بل كان أول من وضع نظرية المونتاج السينمائي من خلال هذه التجربة الفريدة في تاريخ السينما العالمية. اليوم تتدافع التحولات في النصوص، لتضعنا أمام تحديات بصرية، ولتضع الكاتب أمام إكراهات لا مفر منها. ومقطع القول أن الرواية بحاجة إلى تحرير بصري يتذاهن مع النص وأبعاده. من هذه الزاوية على وجه التحديد أرى أن رواية«الخزرجي» بحاجة مؤكدة إلى أن تأخذ تطوافها الطبيعي مع متواليات ما بعد التأليف، من خلال اكتمال هذه العناصر الهامة، خاصة وأنها قريبة الشبه من العناصر المسرحية المُدوْزنة على قاعدة الميزانسين المسرحي الذي لايختلف في جوهره عن ذلك النسق والانتظام الذي يحدد معيارية التأليف للنصوص ، والروائية منها بوجه أخص . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك