قنوات فضائية خصصت لها محللاً سياسياً مقاولة تستدعيه يومياً .. تقرأ أخباراً ، ومقالات أو مقاولات مختارة من الصحف بما يخدم سياستها الإعلامية ، ثم يأتي المقاول يكمل أجزاء الصورة التي تريد أن تزينها ، أو تشوهها أمام المشاهد .. مقاول بالمتر أو باليومية مش مهم ، المهم أنه يحجز له غرفة في تلك القناة وهات ياتحاليل ، وأحياناً تحاميل ، وتلييس عمدان ، خرشات ، رنج ، بلاط ...إلخ ولا يستبعد أنه يقضي وقتاً كافياً لعمل البروفات اللازمة الى أن يقعد أمام الكاميرا فيفلسف الغباء ويجعله ذكاء ، يحول الارهاب الى بطولة ، والمقاومة إلى إرهاب ، يُلبس ثوب الحق بالباطل ، يكيل التهم والشتائم .. ليس لديه معيار للتحليل أو التحريم .. لكنه يحرم ما هو ضد مصلحته ، ويحلل ما يخدم مصلحته حتى لو كان حراماً ومن أكبر الكبائر ..هكذا وصلت فنون التضليل والتزييف .. لا قيود ولا سقوف .. ولا خطوط حمراء .. لا ثوابت .. كل شيء قابل للتحليل طالما المقاول السياسي موجود وجاهز بالخلطة السحرية الصالحة لكل الأمراض والأورام . قناة متخصصة بمهاجمة السفير الأمريكي ، قناة متخصصة بمهاجمة الرؤساء السابقين ، قناة متخصصة بفك الارتباط ، قناة متخصصة بالفرقة ، قناة متخصصة بالرقص اللحجي والفلكلور الجنوبي الكلاسيكي المصيري ... إلخ . لا أعرف هل مجرد امتلاك أي قناة مقاولاً سياسياً يعد كافياً لتقوم بما هو مطلوب منها .. ربما ليس من المهم أن يكون لديك حزب ، لأن الحزب أي حزب ليس حزباً اذا كان لا يمتلك قناة ، ومحللاً حتى لو كانت تنطبق عليه معايير قانون الأحزاب .. المحلل ضروري ، لازم يبحث له عن محلل مقاولة ، قبل الثورة كانت الأحزاب ( مقر + صحيفة ) مقر للمقيل ، وصحيفة تنشر أسبوعياً صور أمين عام الحزب ومقابلاته .. اليوم الأحزاب مقاولات ومقابلات ، تحليلات لا علاقة لها بالواقع ، الغريب أن هذه القنوات مع أنها تعرف أن المشاهد مهما كانت درجة ثقافته أو أميته السياسية يعرف ويعي ما تبثه من ضحك على الذقون ، وتضليل ، تواصل نفس اللعبة والهذيان اليومي .. والسبب أن جمهورها المستهدف ليس الجمهور اليمني ، لكنه الجمهور الممول لها خارج اليمن . القنوات الرسمية مسكينة ليس لديها مقاولون سياسيون ، إنما هي تأخذ لها بين وقت وآخر مقاولين بالأجر اليومي ، أو بالساعة مثل الحفارات .. لكنها تحفر عكس الاتجاه فلا تستخرج شيئاً سوى التحليل والتحليل المضاد + تحليل المذيع الذي مهما حاول أن يكون محايداً لا يستطيع أن يتحكم بتعاطفه مع أي من الأطراف التي يدير الحوار التحليلي معها ، وكثيراً ما يتدخل ليقوم بدور المحلل عندما يتأتىء أو يشرغ المحلل الآخر ، وهذا هو الحياد الرسمي جدا جدا .. وتستمر الحكاية لأحزاب وقنوات شعارها : حلل ثم حلل ثم حلل بنفس المحلل ونفس التحليل ... حتى لو لم يصدقك الآخرون .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك