هل المرحلة الراهنة تتطلب منا التركيز على الجانب الأمني والعسكري فقط اعتقد انه يستحسن أن يتزامن هذا الاهتمام بالتركيز على الجانب الاقتصادي أيضا . وهذا الاهتمام ليس بضرورة الاعتماد على الخارج مثل الدول المانحة أو أصدقاء اليمن التي تملي علينا أحيانا شروطا مجحفة أو استغلالية أو تمس السيادة. بل نحن بحاجة إلى استراتيجية اقتصادية تعتمد على إعادة بناء البنية التحتية لبعض المرافق الاقتصادية التي كانت فاعلة وداعمة للاقتصاد الوطني قبل أن تمتد إليها أيدي الفساد والمفسدين ونهبها وتخريبها وإفشالها فمثلا لو أخذنا المحافظات الجنوبية كانت هناك إلى جانب ميناء عدن عدد من المرافق الناجحة والداعمة للخزينة العامة للدولة نذكر أهمها:المؤسسة العامة للملح ..مؤسسة الملاحة الوطنية ..شركة التجارة الداخلية والخارجية.. مؤسسات الاصطياد بأنواعها.. مصنع البطاريات ..أحواض السفن ..اليمدا .وكثير من المؤسسات العامة الناجحة التي نهبت بل بعضها قبر في مقبرة المؤسسات المؤسسة الاقتصادية اليمنية لنأخذ مثلا المؤسسة العامة للملح التي تأسست عام 1886م كأول مشروع اقتصادي استثماري إقليمي في المنطقة الذي يقع في منطقة المملاح وسط عدن وتعتبر محمية طبيعية بيئية للطيور المهاجرة ومعلما تاريخيا من معالم عدن ورافداً تجاريا مربحا للمدينة منذ إنشائه . وسلم للمؤسسة الاقتصادية في يناير 2006م وهو في كامل قواه التشغيلية والاقتصادية حيث كان دخله اليومي من السوق المحلي فقط أربعة ملايين ريال ويعتبر ملح عدن من أفضل وأجود أنواع الملح في العالم وحاز على كثير من الجوائز الدولية وكل من عاش في عدن يعلم أنه منذ مائة عام تشاهد القواطر البحرية وهي تسحب الأبوات عبورا تحت جسر الخط البحري إلى ميناء عدن وهذه هي أحد المظاهر الشائعة التي فقدتها عدن في الفترة الأخيرة . نضع هذه القضية للنقاش بما يخدم مصلحة الوطن عامة وعدن خاصة . فهل حان الوقت على المختصين الاقتصاديين في حكومة الوفاق والسلطة المحلية في عدن لتحرير هذا الصرح الاقتصادي التاريخي العظيم من سلطة هذه المؤسسة ليصبح مؤسسة وطنية مستقلة ودعمه للدخل القومي وإعادة تشغيله ليكون رافدا مهما للموازنة العامة للدولة ومحافظة عدن واستيعاب العمالة الفائضة التي تعتبر إحدى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها المدينة . وهكذا نحو إصلاح حال بعض المرافق الأخرى بعد دراسة مستفيضة حول ذلك هذا ونأمل أن نستمع لرأي المختصين في هذه القضية لنكون قد ساهمنا ولو بالمشورة لإصلاح حال الوطن والمواطن.. علينا أن نعتمد على مواردنا وجهودنا ولا ننتظر من الغير أن يصلحنا لأنه سيطول انتظارنا. هذا والله الموفق رابط المقال على الفيس بوك