21 فبراير.. تاريخ سنتذكره إلى زمن بعيد.. ونحن قلما يعلق بذاكرتنا تاريخ..! لكن الحدث هنا أكبر من النسيان..! والسبب واضح ولا داعي للتفتيش من جديد في بطون أسفار الأزمة الكارثية، بما لها من دوافع ونوازع ومؤثرات وشجون وآلام سكنت النفوس والعقول..! لكن اندلاع الثورة الشبابية السلمية فتح أبواب التغيير الرحبة..! ووطن هذا شأنه، يفتح عينيه على مرحلة جديدة، جدير الآن بيقظتنا جميعاً، وجهودنا للتنوير والتبصير، والتنبيه والتحذير.. و ليس للنبش والتثوير..! الأهم.. نحن الآن أمام محطة تاريخية مفصلية.. تعتبر فاتحة العبور بالوطن إلى مرافئ الأمان.. إلى مستقبل عنوانه الدولة المدنية الحديثة.. وعماده الاستقرار والتقدم.. نحن مع رجل في مواجهة امتحان المصائر، في واقع لايزال الغموض يكتنفه.. والمخاطر تحاصره.. وليس ثمة خيار آخر أمام المناضل عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - غير الاستجابة الشجاعة لنداء الواجب.. نداء الشعب ومشيئة قواه الوطنية وفي الطليعة شباب الثورة السلمية، لتحقيق أهداف ثورتهم وبلوغ تطلعاتهم المنشودة..! المهمة، هنا جسيمة.. والهدف عظيم وسام.. والرجل، بما عرف عنه أفصح، وباليقين الكامل أنه رجل العبور الحقيقي وقائد التغيير بلا منازع.. منفتح على الجميع، ويقف منهم على مسافة واحدة.. لا ينحاز إلاَّ للوطن.. ولا يؤمن بالتمترس أو التمركز على الذات.. لذلك أصبح وجهاً وطنياً يستحوذ على ثقة مختلف الأطراف في المعادلة السياسية الوطنية، ويمثل المرجعية المشتركة والمأمونة والباعثة على الاطمئنان لكل التوجهات والاتجاهات المكونة للعقل الجمعي الوطني..! كانت الأزمة الراهنة العاصفة محكاً للرجل وحنكته القيادية واقتداره.. ولما كانت الأوضاع الملتهبة تفرض تحديد متطلباتها للخروج من النفق فإن ذلك كان مرهوناً بقيادة كاريزمية متحررة من التفكير الدغمائي المتحجر والمتعصب..! فما لم يتأسس الوعي الجمعي على أسس النظرية المعرفية الكاشفة والناقدة بلغة الشفافية والحوار.. فلن يكون هناك خلاص من الواقع المتأزم حد الانفجار..! لأن الوعي الزائف بحقيقة الذات والواقع لا يمكن أن ينتج انفراجاً وحلولاً، ولا أن يفتح باباً مضيئاً في النفق..! ظل حازماً ومرناً في آن معاً.. واعتمد الحوار ونبذ العنف، منهجاً أساسياً في التعامل مع تطورات أحداث الأزمة..! هذا مثّل أهم أسلحته..! لكنه كان له سلاح آخر أيضاً..! انتهاج سياسة الضغط بين الحين والآخر بهدف التأثير على خيار أية أطراف متشددة أو متصلبة في مواقفها وإرباك تحركاتها حتى لا ترتكس في ويلاتها بما كسبت..!. نجح كثيراً في ترجمة مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وخلال عام فقط وفي ظروف استثنائية حقق مكاسب لا يستهان بها في إطار إعادة بناء الدولة الحديثة، وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن التي ظلت لعقود طويلة مختطفة من أفراد، وإعادة تدوير عجلة الاقتصاد والخدمات العامة من كهرباء ونفط..إلخ، وإعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة للوطن والمواطن، واستطاع تحقيق انتصارات كبيرة على الإرهاب.. والأهم أنه مصمم بإرادة وطنية قوية على إنجاز مهام التغيير وتحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية..! علينا أن لا نلتفت إلى شوشرة الزائفين.. وأن نلتف ونتجه خلف قيادة قائد العبور المناضل عبد ربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - لنمضي نحو المستقبل الذي نرنو إليه..!. رابط المقال على الفيس بوك